بغداد: مآب عامر
بينما كان علي ناظم يشق طريق حياته عبر التحاقه للقتال في الجيش العراقي، كان يعتقد أنه لن يتمكن من تحقيق أحلامه وخاصة في خوض مباراة لكرة القدم، وكان يتعين عليه وعلى المجندين الآخرين الالتحاق بفرقهم القتالية لأسابيع طويلة، وهم بعيدون عن أي اهتمامات شخصية.
معظم الشباب في البلاد لا يأخذون وقتاً طويلاً للتفكير، قبل أن يقدموا أوراقهم للتجنيد في الجيش لغرض التعيين، بسبب صعوبة توفير لقمة العيش وقلة فرص العمل، تاركين خلفهم هواياتهم الرياضية والترفيهية.
علي الذي كان يحاول دائماً لعب كرة القدم مع فريق نظمه في المنطقة التي يسكن فيها، لخوض مباريات كثيرة، اضطر بعد انتسابه للعمل كجندي إلى أن يتوقف عن ذلك، لأن الوقت كان لا يناسب طبيعة التزامه الصعبة.
من الواضح كان من الصعب تحقيق حلم علي أو حتى غيره من الجنود في هذا الشأن، لكن ضباط التدريب البدني في الجيش العراقي خلقوا روح التنافس بين المقاتلين، فقبل أيام قليلة، أقام لواء المشاة الآلي السابع والثلاثون في الفرقة المدرعة التاسعة، بطولة لكرة القدم بين فرق ووحدات اللواء، والتي أُقيمت في مقر اللواء بمحافظة ذي قار، وفاز فريق الفوج الثامن على فريق مقر اللواء.
وتحظى كرة القدم في البلاد بشعبية كبيرة، ويترقب الجنود أخبار مبارياتها التي تقام في داخل البلاد أو خارجها، لذا فقد وجد آمر لواء المشاة الآلي السابع والثلاثين العقيد الدرع الركن وليد حمزة هادي، ضرورة الاهتمام بالجانب الرياضي والترفيهي، لتنمية الروح المعنوية والنفسية لدى المقاتلين، وتشجيع الأنشطة الرياضية، وتعزيز روح المحبة لديهم.
ليس من النادر أن يلتقي فريقان في مباراة لكرة القدم، لكن النادر أن يخوض المباراة أفراد من المقاتلين، هكذا يفكر علي وهو يتوقع أن يتم توسيع هذه المبادرة لتشمل جميع المحافظات العراقية.