عندما رحلت قطتي

الصفحة الاخيرة 2022/01/21
...

  بغداد: نوارة محمد
هرعت بفزع شديد وقلق نحو باب منزلي، كانت ليلة باردة بينما العواصف تفتح الأبواب وتغلقها، وكانت أوراق شجرة السرو تتطاير، نظرت حينها بوجوه المارة كمن أضاع جزءاً من روحه، سألتهم عن قطتي لكنهم لم يملكوا إجابة، أدركت لحظتها أنها أضاعت درب العودة ورحلت بلا رجعة.
 
منذ ذلك الوقت وأنا دائمة البحث عنها بلا فائدة.. هكذا تصف آية محمود تجربتها مع تربية الحيوانات، في إشارة إلى أن «الفقد موجع وضريبة الإهمال فادحة». 
تعتقد آية بعد خوض هذه التجربة المؤلمة أن تربية الحيوانات الأليفة في المنزل تعني أننا أمام قرار كبير، إنه التزام أخلاقي وإنساني، لأنه ليس مجرد فكرة للمتعة او التسلية، لذا فهي ترفض الآن فكرة تبني الحيوانات لا سيما القطط ما لم نتمكن من حمايتها. 
أما رانيا كاظم التي هي من محبي تربية الحيوانات فتشجع دوماً على فكرة تبني القطط في المنازل، وترى في ذلك ضرورة إنسانية وترفض المتاجرة في هذه الأرواح البريئة. 
تسرد رانيا تجربتها مع قطها «ليو»، وتقول «كنت وحيدة في المنزل بلا إخوة ولا أخوات، لكنني مع وجود ليو بدأت أشعر كأن شيئاً ما قد لوّن حياتي خصوصاً بعد كل مرة أعود منهكةُ من فرط التعب يلعقني فأشعر بقليل من الوجود». 
وتساعد الغرغرة التي تُصدرها القطط في التقليل من فرص الإصابة بالنوبات القلبية، وخفض ضغط الدم المرتفع وهي عدا هذا وذلك تسهم في الحد من التوتر والتخلص من عادات القلق النفسي، اذ تُمثل ساعات اللعب مع القطط تمريناً 
فعالاً للتخلص من الطاقة السلبية، بحسب استشاري الطب النفسي الدكتور حميد يونس.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يتوافق نمط حياتك اليومية مع تربية حيوان أليف، وهل أنت قادر على الالتزام بمتطلباته مادياً ومعنوياً؟.