مبادرة كويتية من 15 نقطة لإعادة الثقة بين لبنان ودول الخليج

الرياضة 2022/01/25
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
سادتْ مشاعر ارتياح في الأوساط السياسية اللبنانية، عقب زيارة وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح لبيروت واللقاء بالرئاسات الثلاث، وأكدت مصادر مطلعة أمس الاثنين بأن الوزير الكويتي سلم مبادرة متكاملة تضمنت 15 نقطة للرئاسات اللبنانية الثلاث، من شأن هذه المبادرة إعادة الثقة بين لبنان ودول الخليج، وصولاً لحل الأزمات اللبنانية المتفاقمة. 
بينما ربطت أوساط سياسية أخرى بين زيارة الوزير الكويتي وعودة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري من اعتكافه السياسي في الإمارات ورأت أن تزامن ذلك لم يكن وليد الصدفة، في حين استبعد مراقبون وجود صلة بين زيارة المسؤول الكويتي وعودة الحريري وعلمت "الصباح" بأن الحريري سعى خلال اجتماعاته التي جمعته برؤساء الحكومات السابقين والمفتي دريان وأعضاء تيار المستقبل إلى تكريس مقاطعة التيار برمته فضلاً عن  رؤساء الحكومات السابقين للانتخابات من أجل نزع مفهوم الميثاقية عن الانتخابات وبالتالي اضطرار المعنيين إلى تأجيلها لوقت غير قريب، وفي هذه الفترة يسعى تيار المستقبل إلى التوجه نحو قواعده الشعبية في حملات كسب ود وتعاطف من أجل ترميم (البيت السني) السياسي غير أن هذا الأمر - والكلام للمصدر- جوبه برفض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة الذي وصف ابتعاد ساسة (السنة) بهذه الشاكلة يمكن أن يلحق الضرر بمكانتهم الشعبية، وتقول المعلومات إن ثمة انقساماً لدى الفاعلين في تيار المستقبل إزاء قرار الحريري وهناك من طلب منه العدول عن مسألة العزوف عن المشاركة الانتخابية، والملاحظ ما شدد عليه الوزير الكويتي مراراً في تصريحاته أثناء زيارته للبنان بأنه أبلغ من التقاهم بضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وهو خلاف ما يسعى إليه الحريري وفق سيناريو المعلومات المارة، في هذا الشأن يرى الكاتب اللبناني ناجي البستاني بأنه "تُوجد خلف الكواليس نظريّة تقول إنّ قرار الحريري ناجم من معلومات خطيرة لديه، بأنّ قرار الذهاب حتى النهاية في مُواجهة حزب الله قد إتخذ على أعلى المُستويات، إقليميا وأميركيا"، منوهاً إلى أن "المرحلة المُقبلة في لبنان ليست مرحلة تسوية، ليكون جزءاً من هذه التسوية، بل مرحلة مُواجهة شرسة لا يريد الحريري أن يكون رأس حربة فيها".
وأضاف البستاني،  أن "صفحة الانهيار الحالي في لبنان لن تنتهي بحُصول الانتخابات النيابيّة، وبإجراء انتخابات رئاسيّة تفتح صفحة العهد الرئاسي المُقبل، بل هي ستستمرّ وتشتدّ بغضّ النظر عن النتائج التي سترسو عليها مُفاوضات فيينّا، بشأن الاتفاق النووي مع إيران خلال الأسابيع وربما الأشهر القليلة المقبلة".
وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الكويتي أنه يحمل لصانع القرار اللبناني ما أسماها بمذكرة للعمل على إعادة الثقة بين لبنان ودول الخليج، فيما كشفت  مصادر دبلوماسية عن أن "المقترحات التي قدمها وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح للبنان، تهدف إلى نزع فتيل الأزمة مع بعض دول الخليج، تشمل الالتزام باتفاق الطائف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وإجراء الانتخابات في موعدها وأن المقترحات شملت أيضا تشديد الرقابة على الصادرات للخليج لمنع تهريب المخدرات والتعاون بين الأجهزة الأمنية.
وكان وزير الخارجية الكويتي قد ذكر بأنه سلم قادة لبنان مقترحات لبناء الثقة وأن زيارته جاءت بالتنسيق مع دول خليج عربية أخرى. في الأثناء  رحب الرئيس اللبناني ميشال عون " بأيّ تحرّك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطّبيعيّة بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقاً من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية"، وشكر الرّئيس عون، للوزير الكويتي "المبادرة الّتي نقلها، والّتي تعكس العلاقات المميّزة الّتي تجمع لبنان بالكويت، لا سيّما وأنّ هذه المبادرة تحظى بدعم 
خليجي وعربي ودولي، بهدف إعادة بناء الثّقة بين لبنان ودول الخليج". وأكّد "التزام لبنان بتطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعيّة الدوليّة والقرارات العربيّة ذات الصّلة"، مشيرًا إلى أنّ "الأفكار الّتي وردت في المذكّرة الّتي سلّمها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور، لإعلان الموقف المناسب منها".