المُنازلة الكبرى

الرياضة 2022/01/25
...

علي حنون
الخميس، بالنسبة لعشاق أُسود الرافدين ليس كسائر الأيام، هو محطة زمنية ربما تخضع في بعض أو جميع منازلها لمنطق اللامنطق، هو يوم مُغاير أما يأتينا بالفرحة وأما يجعلنا لا سمح الله أسرى الألم والحسرة، كيف لا وهو سيحتضن لقاء الحبيب منتخبنا الوطني مع منافسه المنتخب الإيراني..هي ليست مجرد مباراة، هي استحقاق مُؤثر، على نتيجته تُعقد الآمال وفيه ملاذ الحبيب من شَرك اللبيب..الخميس سيقف في تفكير جمهورنا النجيب دوران عجلة الزمن وتَشخص الأبصار صوب أزادي طهران، ناظرة منتظرة هناك حيث المُنازلة، التي سيلتقي فيها أسودنا مع أصحاب الأرض مُلتحفين بالعزيمة والإصرار، مُتسلحين بالهمة لتغيير القمة..وواقعاً فإن مواجهة آزادي هي ليست كباقي المُواجهات، هي مُنازلة كبرى تجمع الفريقين في مناسبة غاية في الأهمية يبحث فيها منتخبنا الوطني عن السبيل الأمثل للخروج من مأزق النفق المُظلم.. ربما مباراة طهران تتعدى في بعدها والمضمون الحسابات الفنية وإنْ كانت هذه الحسابات لا تُضاهيها حسابات، إلا أنها لن تكون الوحيدة، التي ستتحكم ببوصلة النتيجة لطالما كانت هناك عوامل أخرى ستكون حاضرة وستلعب دورها في تحديد عديد الأمور، التي ستترك في النهاية ثقلها على تفاصيل المقابلة. ولن نغالي بإشارتنا إلى أن أهمية المُواجهة في حسابات الفريقين قد شوشت تفكير القائمين على الجهازين الفنيين للمنتخبين وإنْ تباين دورها، إلا أنها سجلت تواجداً محملاً بآثاره السلبية، ولعل الإفراط في التفكير بشأن نتيجتها دفع من يُساند منتخب إيران إلى الاجتهاد للسير في سبيل التأثير في نفسية لاعبينا، والسعي بصورة أو بأخرى لفرض إرادات لها بُعدها غير المحمود ومن قبيل ذلك بعض فواصل الحرب النفسية، التي واجهها منتخبنا فور وصوله إلى طهران بتسويق خبر إصابة عدد من لاعبيه وآخرين في منتخبنا بفيروس كورونا وهي حال أشرها بعض المُتابعين على أنها إحدى طرق تشتيت التفكير وحرب المنافسة المحمومة من قبل أصحاب الضيافة لضمان التفوق في المباراة، التي بدا أن المنتخب الإيراني سيأتي بكُل مُتاح لضرب الأسود بنبال الشهود لخلق حاجز أمام الجهازين الفني والإداري. عموماً منتخبنا الوطني اعتاد مثل هكذا سلوكيات بعيدة كُل البعد عن روح المُنافسة الرياضية، التي نراها سامية خالية من آلام وأدران جراح الغل والتعمد في سلك طرق التأثير في نفوس الفريق المُقابل، ولأنه (منتخبنا الوطني) ناله من سهام الجور الكثير في محطات سابقة، فإن ما يتلقاه اليوم من نبال الظلم لا تعدو كونها حواجز صغيرة سَتُحصن لاعبيه بالإرادة لتحقيق الانتصار في المُنازلة الكبرى، التي كتب أسودنا عنوانها تحت شعار (نكون أو لا نكون)، ذلك أن فواصل التعاطي السلبي، التي وجدها (أسودنا) من الأصدقاء لم تتح لنا فرصة لاستذكار ما يُمكن أن نتعامل معه بالنية الطيبة، لاسيما أن إجراءات فحص اللاعبين، لم تحمل في طياتها سوى الرسالة السلبية، التي وصلت إلى أسرة منتخبنا الوطني ومفادُها أن رغبة الفوز لدى الفريق المُضيّف أكبر من أي اعتبار آخر.