بغداد: مآب عامر
قنانٍ معبأة بالحليب الطازج، وصوانٍ من "الدولمة والتمن البرياني" وأكياس ممتلئة بـ (الگليجة)، والتمر والحلويات وكميات كبيرة من الحطب..
هذا ما كانت تجهزه مارسيلا يوحنا، وهي من المكون المسيحي، مع أهالي بلدة برطلة شرق مدينة الموصل في محافظة نينوى.
كان الطقس بارداً، وكانت مارسيلا جالسة برفقة الصديقات بمنزل دافئ عندما خرجت إحداهن وفجأة عادت مسرعة وهي تردد (الطقس في الخارج بارد جداً) لتلتفت أم مارسيلا، وهي تتساءل: (كيف حال الجنود الآن، نحن نستمتع في الدفء وهم يقضون أيامهم في حمايتنا وسط البرد القارس، لماذا لا نرسل إليهم
الحطب؟).
احتاجت مارسيلا لشباب البلدة حتى يقوموا بتقطيع الحطب وتجميعه ومن ثم نقله بسيارات لتوزيعه بين الجنود، ولكن ما أنْ وصلوا إلى مقراتهم الواقعة وسط الفضاءات الواسعة التي تحيط بهم حتى اكتشفوا أنَّ ما لديهم من أكلات وأطعمة قد لا تمنحهم الشعور بالدفء في الطقس البارد. طعام الجنود ليس قضية جديدة، فقد كشف وزير الدفاع جمعة عناد عن أنَّ مشكلة طعام القوات الأمنيَّة تكمن بين المذخر والوحدة العسكريَّة التي يتم فيها الطبخ ومن مسؤوليَّة آمر الفوج، إذ يتم تقديم طعام آخر رديء.
هذه المرة، قررت مارسيلا مع نساء البلدة طبخ نوعيات من الأطعمة تمنح الطاقة لأجسام الجنود وتسهم في شعورهم بالدفء، وبالفعل تجمعت النسوة في منزلين أو ثلاثة ولمدة يومين وهن يصنعن أشهى المأكولات التي تشتهر بطبخها أياديهن.