لا يُلدغُ المؤمنُ من جُحرٍ مرتين

آراء 2022/01/27
...

  علي كريم خضير
 
يبقى حديثُ رسول الله محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم بُرهاناً على صدق القوم في النيِّة والعمل، ومصداقاً على ضرورة حذر المؤمن من أعداء الإسلام، ومحاولاتهم لتمزيق وحدة الصَّف 
الإسلامي. 
وقد يكون شعبُ العراق من أكثر الشعوب في العالم مَن تعرَّضَ إلى ابتلاءات كثيرة، وحروب مدمِّرة، استغرقت حياة أبنائهِ، وأوضاعهِ الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. 
وظلَّ يئنُّ بسببها طيلة هذه القرون، لكنَّ إرادة الشعب كانت أقوى من كلِّ المتربّصين وما خطّطوا لهُ، ويبرز في مقدمة هذهِ العوامل دور المرجعية الرشيدة، ورجال الدِّين الأفذاذ في التصدّي، وإفشال حيل الأعداء، ومكرهم مصداقاً لقوله تعالى في محكم كتابه العزيز: ((وما رميت إذ رميت، ولكنَّ اللهَ رمى)) صدق الله العلي 
العظيم.
 وإذا كان الشعب، والمرجعية الرشيدة بالمرصاد لكلِّ من تسوّلُ له نفسه المساس بأمن الوطن، عبر ترابطهم الروحي المكين، فإنَّ ذلك يجب أن لايكون مدعاة للتراخي، والإطمئنان من قبل القوات الأمنية البطلة، وعدم وضع الخطط الإستباقية لمواجهة الإرهاب في ميادين القتال، أو عدم الحرص على تنفيذ ما تمَّ التخطيط لهُ، لدوافع سياسية، أو تدخلات جانبية قد لا تُدرك أهمية النشاطات العسكرية في المناطق الساخنة، أو المحاذية لأماكن تواجد الإرهاب. كذلك إنَّ المؤسسة العسكرية العراقية ينخرُها الفساد ليس في الوقت الحاضر، وإنَّما من زمن طويل، يمتد إلى النظام السابق، ولم يخضع قادتها إلى تقصّي ذممهم المالية. 
وفي جميع الدورات البرلمانية السابقة، لم نرَ لجنة الأمن والدفاع قد أبانتْ عن دورها في متابعة ذلك، وأحالت من تثّبُتْ عليه التُّهمة إلى القضاء، لنيل جزاءهُ العادل. بل نرى العكس تماماً، الفاسدون الحقيقيون هم وحدهم من يحظى بالسمعةِ، والإعلام المزيِّف، حتَّى وصل المطاف ببعضهم إلى اختلاق صور البطولة، والشجاعة لنفسه، عبر وسائل الإعلام الرسمية، وغير 
الرسمية. 
وقد يكون إدراكي للأمور العسكرية بسيطاً، ومتواضعاً، غير أنَّ قائداً عسكرياً يستخدم الإعلام لتسويق نفسه، يُعدُّ حالة غير مسبوقة في جيوش العالم، ولايُسمح بذلك، إلّا بعد إحالته إلى 
التقاعد. 
لذا ينبغي على القائد العام للقوات المسلحة اتخاذ الاجراءات اللازمة بحقِّ المخالفين، كي لا نقعَ في خطأ سقوط الموصل مرةً ثانية، ونحمّلُ شعبنا مسؤولية أخطاء الغير، لعدم اكتراثهم بهيبة الدولة، والوطن، لاسيِّما بعد تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية مؤخراً، وسقوط العديد من الشهداء، والجرحى في صفوف مقاتلينا الأبطال.