المزيّفون في حياتنا

آراء 2022/01/29
...

  رحيم عزيز رحب
فالمدرس الذي لا يعطي حق الدرس الكافي من التعليم لطلبته من اجل إجبارهم ولجوئهم الى الدروس الخصوصية من أجل منفعته الشخصية. وأطماعه المادية فهو مدرس وأستاذ مزيف .والعسكري الذي لا ينضح عرقا في سبيل أداء واجبه متماهلا. فضائيا وما يتقاضاه من راتب. فهو عسكري مزيف. وفاسد والحاكم، الذي يحيد عن أعلاء كلمة الحق ونصرة المظلوم. فهو حاكم مزيف وفاسد. والصحفي الذي لا ينقل الوقائع والحثائق بمصداقية وشفافية. فهو صحفي مزيف
إنهم أشخاصٌ وأفرادٌ مقرّبين منا يعيشون بين ظهرانينا. نعرفهم حق المعرفة وربما تربطنا مع البعض منهم صلة رحم أو قرابة. يحيطون بنا نتعامل معهم. نتواصل بحكم الظروف والأقدار التي تجبرنا ذلك. نمنحهم 
ثقتنا. 
هم مدركون حسن وصدق نوايانا. هؤلاء كالجراد المبثوث منتشرين بين مفاصل الحياة. تجدهم بالعمل زملاء لك. وفي الأسواق العامة عند المحال. بين الباعة وفي مختلف شرائح المجتمع. يرتدون أقنعة مزيفة بوجوه سمحة وبلسان 
معسول. 
حتى يخيل اليك أن ملاكا سماويا قد أنزل بجنس بشري. تجدهم بين الاطباء بلباس ملائكي. حتى يتحول البعض منهم الى تاجر جشع يتحايل على مريضه. يحمله عبئا ثقيلا على كاهله باجراءات علاجية في غنى عن البعض منها. من تحليلات جديدة كان قد اجراها في وقت
 قريب. 
وأدوية باهظة الثمن يعجز عن تسديد فاتورتها. من أجل المنفعة والكسب المادي. فهو طبيب مزيف. 
وفي مجال العلم والتعليم. فالمدرس الذي لا يعطي حق الدرس الكافي من التعليم لطلبته من اجل إجبارهم ولجوئهم الى الدروس الخصوصية من أجل منفعته الشخصية. وأطماعه المادية فهو مدرس وأستاذ مزيف .والعسكري الذي لا ينضح عرقا في سبيل أداء واجبه متماهلا. فضائيا وما يتقاضاه من راتب. فهو عسكري مزيف. وفاسد والحاكم، الذي يحيد عن أعلاء كلمة الحق ونصرة المظلوم. فهو حاكم مزيف وفاسد. والصحفي الذي لا ينقل الوقائع والحثائق بمصداقية وشفافية. فهو صحفي مزيف. ولا يستبعد الامر عن السياسي الذي انتخبه الناس مانحين ثقتهم لترشيحه. لتحقيق مطالبهم وحقهم الشرعي في الحياة ليكون ولاؤه وتسخير صلاحياته وسلطته الفئوية الى مصلحته الحزبية الضيقة. متناسيا بما وعد به جمهوره من عهود ووعود وما يصبون اليه وهو الامر الذي ألم بالشرائح الكبيرة للمرشحين. لم يكونوا أهلا للمسؤولية حتى تبين زيفه وصدأ معدنه مع اول تجربة له في الأمساك بكرسي السلطة. لتأخذه طموحاته الشخصية محلقا في عالم التجارة والأعمال. والانتفاع بالمنافع الشخصية. ناسيا ومتناسيا من رفعوا شأنه وعلوا مكانته. فالزيف والتزيف لا يقتصر على فئة الرجال. وأصحاب المهن والسياسيين. فللمرأة دورها وهي تحتل مكانة نصف المجتمع. وماتقع عليها من مسؤولية في العمل او البيت. والعبء الأكبر في تربية ورعاية الأسرة وهي اصغر، وأهم شريحة في المجتمع واللبنة الاساسية فإن صلحت صلح المجتمع كله. وإن فسدت فسد المجتمع كله. من متابعة سلوك أبنائها وتوجيهاتها السديدة الدائمة والجادة المستمرة، دون كلل أو ملل والتضحية من اجلهم بالكثير. من أجل وصولهم الى بر الامان وتحقيق طموحاتهم كأفراد صالحين. في زمن أصبح الانحراف. والفساد السمة الاكثر انتشارا في المجتمع بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وما يغزو هذا العالم من وسائل التواصل السريع. فهو كالهشيم في النار. وما تسبب في هدم الكثير من الأواصر الأسرية وما لحق بها من خراب وتفكك. فإن لم تكن الأم واعية ومدركة. بقدرٍ ما يقع عليها من مسؤولية خطيرة وجسيمة في التصدى وبكل حزمٍ للهجمات، التي تتعرض اليها المجتمعات وما تغزوها من أفكار خطيرة مسمومة مستوردة ومقصودة. يراد بها تسميم افكار المجتمع وخاصة الفتيات. فهي ام مزيفة وبمساندة الأب الواعي المثقف الذي يدرك حجم المخاطر والتداعيات السلبية. وهكذا دواليك فالمعادن تجرب بالنار. فالمسؤولية أمانة تقع على الجميع وعلى الجميع تحملها بعيدا التزيف والتزويق والخداع.