{بو حبيب} يحمل إلى الكويت رد بيروت على الورقة الخليجية

الرياضة 2022/01/30
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 
تعيش الخريطة السياسية اللبنانية وضعاً هو الأكثر تعقيداً بعد إعلان الشخص الأكثر ثقلاً في ساحتها المربكة، سعد الحريري اعتزاله العمل السياسي، بينما تضاربت مواقف رؤساء الحكومات السابقين، في حين ذكر المفتي عبد اللطيف دريان أنه "يجري في هذه المرحلة الحساسة سلسلة لقاءات ومشاورات" لبلورة الموقف المناسب، في وقت شهد فيه إطلالة لافتة لبهاء الحريري بتأكيده قائلاً: "سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد 
رفيق الحريري".
وتساءل مراقبون عن إمكانية بهاء وهو الابن الأكبر للرئيس للراحل رفيق الحريري، في سعيه للعب دور البديل عن أخيه سعد الذي اضطر تحت ظروف قاهرة إلى الترجل عن صهوة (قيادة البيت السني) في لبنان؟ فبهاء لا يمتلك أية مؤهلات أو خبرة في المعترك السياسي - والكلام للمراقبين- وكل ما عُرف عنه تغريدات تصدر بين فترة وأخرى عرفت بطابعها الراديكالي في التعامل مع حزب الله الذي يتهمه بأنه (يستحوذ) على مقدرات لبنان، إذ أشارت مصادر مقربة من تيار المستقبل لـ"الصباح" أمس السبت إلى أن "بهاء الحريري سيجد صعوبة في مقبولية الشارع السني اللبناني لوجود خلاف واضح بينه وبين أخيه سعد، فالشارع يتعاطف مع  سعد كما أن إقامة بهاء الحريري خارج لبنان ربما تعقّد مهمته في خطابه السياسي للبنانيين، إذ سيتهم بـ(ابتعاده عن معاناة الناس)".
وكان بهاء الحريري قد وجه رسالة إلى اللبنانيين قال فيها: "نحن أبناء الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن نتخلى عن مسؤوليتنا بوضع جميع إمكانياتنا في سبيل نهضة لبنان، عائلة الشهيد رفيق الحريري الصغيرة كما عائلته الكبيرة لم ولا ولن تتفكك، سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن" ممن أسماهم بـ(محتليها)، مشدداً على" أن أي تخويف من فراغ على مستوى أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم فقط أعداء الوطن، فما بالكم بالتخويف من الفراغ في أكبر طائفة في لبنان، التي لي شرف الانتماء لها" في موازاة ذلك أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق تمام سلام، أن "موقف سعد الحريري لا يعبر فقط عما توصل إليه من اقتناع في هذه المرحلة التي يمرّ بها لبنان، بل يعكس أيضاً الخلل العميق في التوازنات السياسية المفقودة للحفاظ 
على وحدة الوطن". 
يذكر أن تمام سلام قد أعلن قبل أيام عزوفه عن الترشح للانتخابات، وسبق بإعلانه هذا إعلان الحريري باعتزال السياسة، ويبدو أنه استبق الأمر تلافياً لأي إحراج، بينما أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جازماً أنّه لن يدعو إلى المقاطعة السنية، مشيراً، بعد استقباله مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، إلى أنّ "من يرغب في الترشّح فليترشّح، والانتخابات حاصلة في موعدها المحدّد في 15 أيار المقبل"، هذا الموقف قابله رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بالترحيب، 
واصفاً إياه بـ"الأمر الجيّد".
يجري كل ذلك في وقت يترقب فيه لبنان الموقف الخليجي من رد بيروت على الورقة الخليجية، وما هي العواقب التي ستترتب على ذلك، إذ توجه أمس السبت وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى الكويت حاملاً بجعبته الرد الرسمي ليعرضه على الخليج على هامش مشاركته في مؤتمر وزراء الخارجية العرب، ومن المفترض أن يسلم الرد اللبناني على ورقة المطالب الخليجية إلى وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، وعلمت "الصباح" أن الجواب اللبناني الذي كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الرؤساء عون وبري وميقاتي، شدد على حرص بيروت على إقامة أفضل العلاقات مع الأشقاء للعرب ولاسيما دول الخليج، وأن لبنان يبذل أقصى ما في وسعه لإبعاد هذه العلاقات عن المؤثرات التي تسيء لها، وسيتضمن الجواب اللبناني ترحيباً بالمبادرة الكويتية، وحرصاً على محورية العلاقة الخليجية اللبنانية، وتعهد لبنان بالانخراط بخطة الإصلاحات".
وسيؤكد لبنان أن ثمة بنودا وردت في الورقة لها أبعاد إقليمية وهي لا تتوقف في أمر معالجتها على الحكومة اللبنانية، وهي بالتالي تمثل ملفات خلافية داخل لبنان، كما أنها ترتبط بالخروقات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، مثل البنود المتعلقة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، 1559 و1701، والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة، وهي بالتالي تتصل بشكل أو بآخر بتسويات إقليمية.