في ذكرى الرحيل

الرياضة 2022/01/31
...

خالد جاسم
 
يظهر واضحا أصرار أهل الرياضة بمن فيهم القادة والنخب المتنورة والضليعة بكل مايمت للرياضة بصلة على إدارة ظهورهم عن المبدعين الحقيقيين وتجاهل تاريخ عطاءات وسجلات نجاحات هؤلاء وتحديدا من بلغ منهم سن الشيخوخة وأعيته الدنيا وسلبت متطلباتها المعيشية الصعبة وقساوة أيامها آخر ماتبقى فيهم من رحيق الصحة إلا وفق استثناءات قامت بها بعض من مؤسساتنا الرياضية عبر تكريم بعض الرواد في احتفاليات اكتست برونق إعلامي وارتدت لبوسا اعتباريا أكثر منه إحاطة مادية واحتضانا شبه كامل يوفر للمحتفى بهم مردودا ماليا مناسبا يعينهم على أعباء الحياة وتقلبات الزمن وضمان صحي بغطاء حكومي يوفر لهم سبل العلاج المنتظم حتى لو تطلب الأمر أرسال من تستوجب حالته الصحية إلى خارج البلد وهي مستلزمات لاتتطلب انتظارا لتفعيل فقرة مهمة في قانون رياضي سقيم ومشبع بالخروقات مثل قانون منح الرواد وأبطال الرياضة  . 
وإذا كان هذا هو حال الأحياء من الباذلين والمضحين في تاريخ رياضتنا والذين لن يخرجوا من هذه الدنيا بشروى نقير برغم أدعيتنا لهم بطول العمر والصحة . فإن حال الأموات والراحلين من رموز عطائنا الرياضي ليسوا أفضل حالا من الذين سيلتحقون بهم من الأحياء وكلنا في طريق الموت. 
ومع أنني لا أقف ضد أي مبادرة استذكار أو حفل تأبين أو حتى تكريم لأحد الرياضيين الراحلين بل العكس هو الصحيح طالما أن أية خطوة من هذا النوع هي في يقيني نوع من الوفاء لنجوم مضت لكن بريقها لم ينطفئ في سماء تاريخنا الرياضي كما هي انعاش للذاكرة الرياضية بل وتجديد لهذه الذاكرة  برموز حفر أصحابها حروف الانجاز والـتألق على الصخر. 
وعندما أثبت هذه الحقائق أشير بألم بالغ وتأثر كبير إالى ذكرى رحيل واحد من بين أبرز المبدعين في رياضة العراق في القرن العشرين وهو الشهيد البطل فالح أكرم فهمي الذي مرت ذكرى رحيله الـ 32 قبل أيام معدودات ومن دون أن تتذكره الجهات الرياضية المعنية وهو الرياضي الرائع الذي دفع حياته ثمنا باهظا لقوة الكلمة وشجاعة الرأي وهي بعضا من الخصال التي عرفناها  في العميد الركن فالح اكرم فهمي رحمه الله وهو نجل مؤسس الحركة الاولمبية المرحوم أكرم فهمي حيث كان الراحل الكبير فالح ( ابو ابراهيم ) أنموذجا راقيا في العطاء الرياضي لاعبا وإداريا وله مواقف مشهودة لاتنسى خصوصا عندما تولى مديرية التدريب البدني ورئاسة نادي الجيش وكان في الوقت نفسه عضوا في المكتب التنفيذي للاولمبية ورئيس اتحاد الساحة والميدان والذي كنا نأمل أن تبادر الجهات المعنية الرياضية وغير الرياضية أن تستذكر الفقيد الراحل ولو بحفل تأبين بسيط ولانقول أكثر برغم أن الشهيد الراحل لم يقم له مجلس عزاء حتى بعد استلام جثمانه من سجن أبي غريب حيث تمت عملية إعدامه ولم يجرؤ أحد على الذهاب إلى هذا السجن لتسلم جثمان الراحل فالح اكرم فهمي سوى بضعة أشخاص كان من بينهم الدكتور باسل عبد المهدي صديق الفقيد والذي تمنيته الان في بغداد لأنه بالتاكيد سوف لن يدع ذكرى استشهاد هذا الرياضي الأصيل تمر مرور الكرام كسابقاتها بكل تأكيد .