العودة من صيدا!

الرياضة 2022/01/31
...

علي رياح

حَمل منتخبنا حقائب السفر وقد أثقلتها هموم الإخفاق والحزن، وتوجه من طهران صوب العاصمة اللبنانية حيث سيخوض اليوم مباراة (مصيرية) مع نظيره اللبناني.. ومرة أخرى نعود إلى حسابها بالهدف وبالنقطة، لعلنا نجد مَخرجا من هذا الخانق الضيق الذي استقرت عنده آمالنا في التصفيات المؤهلة إلى المونديال!  
المسافة الفاصلة بين خسارتنا الأخيرة في طهران ومباراتنا اليوم في صيدا، لم تتعد الخمسة أيام منقوص منها الزمن الذي تطلبه التنقل وفحوصات الجائحة ثم بدء الإقامة ثم الشروع في التحضير.. وهي، بلا شك، مسافة قصيرة تبدو أقصر مما هي عليه بفعل العاصفة النقدية التي أعقبت الخسارة في ملعب آزادي ودخول الجميع، منتخبا وجمهورا وإعلاما ومسؤولين في منطقة ملتهبة تفصل بين التعافي من وجع الإخفاق ومحاولة البحث عن فوز عَـزّ علينا في سبع مباريات سابقة!  
لهذا، فالوضع الذي عاشه المنتخب لم يكن ليحسد عليه مطلقا، ولكن ما هي الحلول البديلة المتوفرة أمامنا غير أن نخوض المباراة بما يتبقى لدينا من أمنيات في أن نحسّن وضعنا النتائجي وربما الترتيبي.. الموقف الراهن في المجموعة يقدم لنا هذه المعطيات: نحتل المركز الخامس في المجموعة ولدينا أربع نقاط من سبع مباريات.. إيران تأهلت إلى المونديال ولم تكن في حاجة إلى حسابات اللحظة الأخيرة، وأعتقد أن كوريا الجنوبية سترافقها وهي تلعب أمام سوريا في دبي، والموقف سيبقى مُعلقا على مباراة ثالثة تقام في إيران بين المضيفة والإمارات التي تبحث عن فوز أو حتى تعادل لكي تعزز موقعها عند المركز الثالث المؤهل لاحقا إلى الملحق!  
الحسابات متداخلة مع وجود احتمالات قد لا تخطر في البال، منها أن يخوض المنتخب الإيراني المباراة بتشكيلة لا تضم عددا وافرا من لاعبيه الأساسيين بحكم تأهله وميله إلى الزجّ بأكبر عدد من اللاعبين الآخرين في هذه التصفيات، أما المنتخب اللبناني الذي يسبقنا بخطوة ويتفوق علينا بنقطة، فلا شك أنه يرفع شعار الفوز على أرضه كي يحقق غايتين.. الأولى مواصلة الضغط على نظيره الإماراتي في سباق الترتيب الثالث، والثانية رفع الرصيد وبالتالي الفارق مع المنتخب العراقي!  
شاهدت المنتخب اللبناني في كأس العرب الأخيرة وكان مميزا في حدود إمكانياته، وقد أكد حضوره يوم الخميس الماضي حين خسر بصعوبة أمام كوريا، وقد ردّت العارضة والقائم الكوريين كرتين لبنانيتين، ولهذا فإننا اليوم إزاء مباراة يداخلها شيء من الخوف الذي يحيط بحساباتنا، وهذا أمر لا بدّ من الإقرار به من دون مزايدات أو تعكز على الماضي، مع منح أنفسنا هامش التمني والرجاء بأن ينال منتخبنا فوزا يستعيد به الأمل – لاحقا – في المركز الثالث..  
رقميا، ما زالت لدينا بقية من أمل في كسر المسار السيئ لنا، في مباراة ستقرر مصيرنا برمته.. فهل سنشهد بداية العودة من صيدا؟!