بيروت: غفران حداد
لم يخطر ببال نساء بيروت وبقية المغتربات العربيات أن يجبرهن وباء كورونا على الجلوس في المنازل لمدة طويلة مع تجدد أيام الحجر بحسب قوانين السلطات المحلية لما تراه مناسباً لكبح تفشي الوباء، ما جعلهن يضطرن للاهتمام بمنزل المعيشة الذي يسكن فيه عبر اضفاء لمسات جمال وحب تجعل من هذا المكان أكثر ألفة وسعادة لجميع أفراد الأسرة.
يقول الطفل محمد حيدر (14 عاماً)، ويعمل في محل لبيع طيور الزينة بمنطقة بيروت طريق الجديدة: لقد تزايد الاقبال على شراء البلابل وطيور الحب والكناري من قبل الأزواج وخاصة النساء بعد تفشي جائحة (كوفيد - 19)، إذ إن تغريد الطيور والبلابل داخل المنزل يضيف الكثير من البهجة على النفوس، فهذه الطيور وسيلة تسلية وترفيه، لتبديد ساعات الضجر عبر العناية بها وإطعامها أو تنظيف مكان الأقفاص،
ولا تقل أسعار البلابل وطيور الحب والقطط عن 300 دولار لزوج طيور الحب، أما القطة فسعرها لا يتجاوز الـ 100 دولار، ورغم مضاعفة أسعار الحيوانات الأليفة مقارنة بأسعار ما قبل ثورة تشرين الأول 2019 وما تلتها من أحداث جعلت اقتصادنا ينهار، لكن إقبال الناس جيد.
وتزدحم شرفة شقة اللبناني أسعد هيثم من منطقة كورنيش المزرعة بأقفاص الطيور التي تجاوز عددها الـ (100) طير.
إذ يقول أسعد: زوجتي تعشق الطيور، لذا كنت استغل أي خلاف بيننا أو مشاجرة لأشتري لها زوجين من الطيور، فبسبب البقاء لساعات طويلة في المنزل تزايدت المشكلات بيننا وصارت زوجتي تطلب الطلاق لأسباب لا تستحق تهديم حياتنا وتشتيت مستقبل أطفالنا الثلاثة.
ورغم أن هذه الطيور تدفع أسعد للشعور بالتعب أحياناً في تنظيف أقفاصها، لكن تغريدها الجماعي كل صباح ينسيه كل ذلك.
أما علاء فيشعر دوماً بالضجر والكآبة، لأنه أجبر على الجلوس في المنزل وعدم الذهاب إلى الروضة حيث كان معتاداً على اللعب واللهو مع
أصدقائه. وتقول والدته المغتربة العراقية ميسون رفعت من منطقة فردان: لقد اضطررت لاقتناء قطة صغيرة له ليقضي الوقت معها.