سها الشيخلي
أسهمت عوامل عدة في انخفاض القدرة الشرائية للمواطن العراقي المحدود الدخل منها جائحة كورونا، وانخفاض سعر الصرف للدينار العراقي وانخفاض سعر البرميل النفطي عالميا وتتضررت الطبقات الفقيرة من ابناء الشعوب عالميا عندما انخفضت أسعار النفط، وفي بلدنا اسهم ذلك لإنخفاض الى ضعف القدرة الشرائية للمواطن العراقي، الا أن المؤشرات الاقتصادية الان تنبأ بزيادة اسعار النفط عالميا الى أكثر من 100 دولار للبرميل الواحد وكل الدول النفطية، سوف يتعافى اقتصادها لما لها من سياسة اقتصادية متنورة تحسب حسابا مدروسا لكل مؤشرات الاسواق العالمية، فهي تختلف عنا كون اقتصادها غير ريعي ولا يشكل 95 % من موازنات دولها، التي اعتمادها على النفط ولم تعمل دولتنا في تنشيط الاقتصاد المحلي بعودة الزراعة الى سابق عهدها عندما كنا نصدر ما يفيض عن الحاجة، وكذللك بالنسبة للصناعة حيث لم نعتمد على المستورد الرديء، اما ارتفاع اسعار النفط فقد رحبت به كل الدول النفطية لما له من انعاش لاقتصادها.
أما في وطننا الريعي فإن الامر سيان اذا ارتفع السعر أوم انخفض، لأن هذه الزيادة لا تذهب لصالح الاقتصاد الوطني، بل الى جيوب الفاسدين ومواطننا لا يشعر بالفرق اذا زادت أسعار النفط، لأنه غير معني بالموازنة فلا فرص عمل له فيها ولا وظائف للخريجين الذين يفترشون الأرصفة.
والأغنياء عند الزيادة يزدادون غنا وفقيرنا يزداد فقرا، لذا فإن المواطن العراقي المحدود الدخل والفقير لا يتفاءل بهذه الزيادة، كونها مجرد خبر اقتصادي لا تزيده فرحا، بل يفكر كيف سيوفر النفط الابيض لأسرته لاتقاء برد قارس، تنخفض فيه درجات الحرارة الى ما دون الصفر المئوي وقسيمة النفط الحكومية لا تكفي.
فهل سيشهد اقتصادنا انخفاضا في أسعارالسوق أم ستبقى ترهق دخل الأسرة، ومع أن ارتفاع الأسعار عانت منه شعوب العالم ومنه العراق ومن حق تلك الشعوب، أن تتفاءل بهذه الزيادة الا أن المواطن العراقي سيبقى يعاني كون هذه الزيادة لا تزيد من دخله، بل ستذهب لا محال الى الاخرين، والا ما استقتلوا من اجل البقاء في السلطة ليس كلهم، بل البعض منهم والذين يعرفهم المواطن وهم ايضا يعرفون انفسهم، ولكن لا يهمهم كثيرا أن عرف المواطن نياتهم ام لا يعرفها، فالامر لديهم سيان ما دامت الزيادة يستولون عليها وهم الآن يفكرون كيف سوف يستثمرون هذه الزيادة وبأية مشاريع مولات في داخل العراق، أم فلل خارجه المهم ان حساباتهم المصرفية سوف تزداد وهي بالمناسبة ليست باسمائهم فهم حذرون من انكشاف حساباتهم.