مباراة لبنان.. سيناريو مكرر لهفوات متجذرة

الرياضة 2022/02/02
...

 بغداد : الصباح الرياضي
توسمنا خيراً بمدرب منتخبنا الوطني زيليكو بيتروفيتش – الذي أقيل يوم أمس بقرار اتحادي- بأن يحسن التعامل مع مباراة لبنان الأخيرة وأن يخرج بأول انتصار له من أجل الحصول على المقعد الثالث مستفيداً من خسارة المنتخب الإماراتي من إيران وأن يستذكر الملاحظات الفنية التي وصلت إليه قبل المواجهة الأولى لأصحاب الأرز في الدوحة وأن يستغل مشكلات قلبي الدفاع جون العمري وأليكس ملكي في تحركاتهما البطيئة ومراقبة هفواتهما الدفاعية مع الكرات الثابتة والاستفادة من تكرار أخطاء التمركز وتقدير مسار الكرة والتردد في اتخاذ القرارات أمام اللاعبين المهاريين.
 
وتمنى الجميع أن يضع مدربنا نصب عينه الثغرات في خط الوسط بقيادة فيلكس ملكي الذي دائماً ما يفقد الكرة تحت الضغط ويفضل العودة إلى الخلف وكذلك أن يستغل ضعف التغطية لزميلهم اللاعب محمد دهيني في تغطية الأماكن المفتوحة والتعامل مع الحلول الفردية، لكن من البديهي ان هذه “التغذية المعلوماتية الراجعة” لن تحدث أي تأثير بسبب التغييرات المستمرة والتعديلات في تشكيلة منتخبنا، اذ لم يلعب من تشكيلة مباراة العراق ولبنان الأولى سوى ثلاثة لاعبين هم الحارس فهد طالب ومحمد علي عبود وايمن حسين ، بينما احتفظ مدرب لبنان بالتشكيل السابق وغاب عن هذه المواجهة فقط اللاعب باسم جرادي .
 
توظيف اللاعبين
لم يستغل جهازنا التدريبي الهفوات المذكورة، لتوظيف مجموعة من اللاعبين، يجيدون الحلول الفردية المهارية في الاختراق والتمرير المستمر بين وخلف المدافعين( العمري واليكس) أو التمركز بين خطوط اللعب لتشكيل تهديدات مستمرة على المرمى اللبناني على غرار (زيدان اقبال وكرار نبيل وعلي حصني بالإضافة إلى أمير العماري صاحب التمريرات المفتاحية الذكية) كون هؤلاء يمتازون بالاحتفاظ الجيد بالكرة وتغيير مسارها ليشكلوا قوة ضاربة إلى جانب حسن عبد الكريم واحمد فرحان، إذ لم يعط (سجاد جاسم و محمد علي عبود وحتى سعد عبد الأمير) تلك الإضافة النوعية في بناء اللعب والتحكم بالكرة والقدرة على توجيه مساراتها بخلاف تبريرات المدرب بيتروفيتش عندما أشكل على أرضية الملعب وهي ذاتها التي طبق عليها المنتخب الكوري الجنوبي قبل أيام 643 تمريرة منها 430 تمريرة أرضية وقبلها المنتخب الإيراني 564 تمريرة منها 378 تمريرة أرضية بسبب جودة لاعبيهم وقدرتهم على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط والتمرير الأرضي من مختلف أرجاء الميدان.
 
كرات هوائية مشتركة
في الشوط الأول مال أسلوب بناء الهجمات إلى التحضير المباشر ولعب الكرات الطويلة إلى ايمن حسين الذي ترجم أحدى الفرص إلى هدف جميل جاء بتمريرة ذكية من اللاعب حسن عبد الكريم، بينما بدأ الشوط الثاني عقيماً خالياً من الكرات الخطيرة ومملاً في فعالياته الهجومية بسبب الكرات المرسلة من كلا المنتخبين اللذين اتفقا على عشوائية التحضير، إذ بلغ عدد الكرات الهوائية المشتركة بين اللاعبين العراقيين واللبنانيين 65 كرة، وهي حالة تذكرنا كثيراً بمباريات الدوري العراقي ، لدرجة أن التقرير الاحصائي لهذه المواجهة أشار بشكل مخيف إلى أن متوسط مدة حيازة منتخبنا الوطني على الكرة كان 0:11 ثانية وأن الاستحواذ الفعلي للكرة بالنسبة لأسود الرافدين لم يتخط 19:01 دقيقة أي هي مدة اللعب الفعلي الذي مرر فيها لاعبونا الكرة خلال 95 دقيقة.
 
هفوات متكررة ومتجذرة
لقد كانت سمة أداء منتخبنا واضحة عبر اللعب المباشر (الكرات الطويلة) رغم وجود خيارات تمرير أخرى وهي مشكلة مُرحّلة من سنوات ماضية بسبب التأسيس والضعف في التدريبين الخططي والوظيفي وكذلك ظهرت العديد من الهفوات الدفاعية التي لم تستغل من قبل المنتخب اللبناني من أبرزها ضعف التغطية المعاكسة في جهة اليمين وتكرار حالات الزيادة العددية على شيركو كريم في الواجبات الدفاعية وكذلك اهمال التغطية من قبل قوقية وسعد عبد الأمير ومحمد علي عبود على قوس الجزاء التي كانت متاحة لأصحاب الأرض للتسديد والإفادة من الكرة الثانية، كذلك تكررت هفوة سوء التنظيم الدفاعي عند تنفيذ الفريق اللبناني للرمية الجانبية الهجومية وان هذه الاجراءات تدرب عليها اللاعبون في المباراة الأولى أيام المدرب الأسبق أدفوكات لاسيما عندما ينفذ اللاعبان اللبنانيان سوني سعد وقاسم الزين واستطاع المنتخب الأحمر إدراك التعادل بسبب تلك الحالة الخططية، مستغلاً سوء تمركز الدفاع العراقي، فضلاً عن اختيار الحلول المعقدة والخيارات الصعبة عند تطبيق التكتيك الهجومي لمنتخبنا وهذه النقطة أشكل عليها النقاد في البرامج الحوارية وهي متجذرة في سلوك اللاعب العراقي وقد خصت «الصباح الرياضي» العديد من الوقفات وقد سلطت الضوء عليها كثيراً.