القوى السياسيَّة اللبنانيَّة تلملم صفوفها استعداداً للانتخابات

الرياضة 2022/02/05
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 
بدأت الأوساط السياسيَّة في لبنان فعلياً الانخراط في معمعة التنافس الانتخابي المبكر من خلال السعي لنسج التحالفات وتوظيف ما يمكّنها من الإفادة من تقاطعاتها مع القوى المناوئة، بينما يشير مراقبون إلى أنَّ هذا الأسبوع ربما يكون حاسماً في إقرار الموازنة الماليَّة الأصعب في تأريخ لبنان في ضوء الأزمة الاقتصاديَّة وصعوبة التوافق على الكثير من القضايا الإشكاليَّة، في حين أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري  إلى المردود الإيجابي للاتصالات السعوديَّة الإيرانيَّة ومفاوضات فيينا على الوضع في لبنان. 
وكان الرئيس اللبناني ميشيل عون قد أجرى اتصالاً مطولاً مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتذليل الصعاب التي تعترض إقرار الموازنة لتشهد جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل الولادة القيصريَّة لها، في ظلِّ حالة التذبذب التي يسجلها سعر صرف الدولار وما يلقيه من آثار سلبيَّة على السوق اللبنانيَّة، وعلمت "الصباح"أنَّ الموازنة أصبحت جاهزةً برغم الصعوبات التي اعترضت صياغتها مثل احتساب سعر صرف الدولار وكيفيَّة تنظيم الرسوم والضرائب والسعي للتخفيف عن كاهل المواطن الغارق في أتون مصاعب معيشيَّة جمَّة.
في هذه الأثناء، يبدو جلياً للراصد اليوم دخول القوى السياسيَّة في الأجواء الانتخابيَّة في خضم مسعى صعب للغاية للتقرب من الشارع اللبناني المثخن بالمصائب الحياتيَّة، في حين فرض قرار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري تداعياته المقلقة على الاستحقاق الانتخابي في ظلِّ حالة الإرباك التي باتت تكتنف القاعدة الجماهيريَّة العريضة للتيار (السني) الأبرز في الساحة اللبنانيَّة، وتبدو محاولات بهاء الحريري في تقديم نفسه كـ(ظاهرة حريريَّة جديدة) غير مقنعة للكثيرين في ظلِّ غياب مشروع سياسي واضح، فضلاً عن نظرة الجمهور المتعاطف مع زعيمه المعتزل سعد الحريري بأنَّ بهاء كان خصماً له وهو "يحاول توظيف مأساة أخيه الذي يمرّ بظرف قاسٍ لمصلحته"، كما أكد ناشط في تيار المستقبل لـ"الصباح".
في السياق، بدأ ممثل بهاء الحريري في بيروت، صافي كالو، حراكه السياسي من خلال التواصل مع الفعاليات اللبنانيَّة حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، منوهاً بـضرورة "تطبيق اتفاق الطائف وحصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ القرارات 1559، 1680، 1701"، مشيراً إلى "المبادرة الخليجية، التي تهدف إلى استعادة سيادة لبنان وإنقاذه اقتصادياً"، وشدَّد كالو على "ضرورة إجراء الاستحقاقات الانتخابيَّة في موعدها لتحقيق التغيير وإجراء الإصلاحات البنيويَّة كي يعود لبنان، الذي نحبّ، وطن الإشعاع في عالمنا العربي".
في موازاة ذلك، يسعى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى رصِّ صفوف تياره انتخابياً وإدامة زخم تحالفه مع حزب الله برغم التقاطعات الأخيرة، وتنظيم خلافه مع حركة أمل من أجل قطع الطريق أمام زعيم حزب القوات سمير جعجع الذي يطمح إلى انتزاع أغلبيَّة الشارع المسيحي من العونيين بعد طرح نفسه منافحاً عما يسميها بـ(سيادة لبنان في وجه السلاح غير الشرعي).
إلى ذلك، علق النائب نهاد المشنوق على تحركات بهاء الحريري ومدى مقبوليته في الشارع السني بقوله: "كشف المشنوق أنه (في العام 2017، حين استقال الرئيس سعد الحريري من السعوديَّة، انتظر بهاء الحريري طويلاً مبايعة عائليَّة لم يحصل عليها). 14 يوماً أجرى خلالها اتصالات مع الجميع، والآن يقوم بالاتصالات نفسها. ومن منطلق معرفتي الطويلة بهذه العائلة الكريمة، أنا متأكد أنَّ تمنياته ليست واردة إطلاقا"، واعتبر أنَّ "تجربة الرئيس رفيق الحريري ستظلّ مهبطاً اضطرارياً لكلِّ من يريد التحليق بالعلم اللبناني الناجح، بدلاً من مشاريع الفتنة والحروب المذهبيَّة والأوهام الجيوستراتيجيَّة والذهاب إلى الخارج وتحميل لبنان وحده المسؤوليَّة والعبء والإفلاس والانهيار".
في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنَّ "للاتصالات السعوديَّة الإيرانيَّة ومفاوضات فيينا الأثر الإيجابي في لبنان"، واصفاً إياها بالأمور الإيجابيَّة التي تُعيد تقويم الأمور"، مؤكداً أنَّ "ما يجمع العربيَّة السعوديَّة مع إيران أكبر بكثير مما يفرقهما، فالتوافق والتلاقي العربي الإيراني ستكون له انعكاسات كبرى وإيجابيَّة على مختلف الملفات، ابتداءً من اليمن إلى سوريا وليس انتهاءً بلبنان".