عندما يصبح الفن مرآةً عاكسةً لواقع مرفوض

آراء 2022/02/07
...

 يوسف نمير
جل مثلي الجنس يخرج بعد سنوات من الاختباء، أب يجري مكالمة هاتفية مع ابنته المراهقة حول اول لقاء جنسي بينهما، وتبحث الزوجة التعيس عن الرضا في إرسال الرسائل الجنسية مع الغرباء، هذه بعض الأسرار التي تم الكشف عنها في فيلم (أصحاب ولا اعز) 
 
الذي أنتجته شبكة نتفلكس العالمية هذا العام وهو إعادة إنتاج للفيلم الإيطالي (perfect strangers) أو (الغرباء المثاليون) والذي صدر في عام 2016، بعد أيام من صدور الفيلم بنسخته العربية، احتل المرتبة الأولى في قائمة الأكثر مشاهدة هذا الأسبوع في مصر و لبنان ودول أخرى في المنطقة 
العربية.
أثار الفيلم ضجة كبيرة في مصر لدرجة أنه أثار سلسلة من الدعاوى القضائية، وطالب احد أعضاء البرلمان بجلسة تشريعية لمناقشة حظر شبكة نتفلكس تماما، لكن الفيلم أصبح موضوعا ساخنا للنقاش في البرامج الحوارية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد به العديد من المشاهدين لبدء محادثة حول قضايا تتراوح من حدود الحريات الاجتماعية في المنطقة العربية، الى التمثيل الأكثر غرابة في الأفلام العربية، يروي فيلم (الغرباء المثاليون) والذي أصبح في وقت ما الفيلم الأكثر إعادة إنتاجا في تاريخ السينما، بما في ذلك النسخ الفرنسية والروسية والمكسيكية، قصة الأصدقاء الذين يلعبون لعبة على العشاء، مع وضع هواتفهم على الطاولة، حيث يتعين على الجميع مشاركة كل رسالة و مكالمة هاتفية يتلقونها مع بعضهم البعض، رأى بعض المخرجين بأن الإنتاج العربي للفيلم يمثل علامة فارقة، ويضم الإصدار العربي نخبة من النجوم المشهورين من بينهم منى زكي المصرية والممثل الأردني إياد نصار، وكذلك من لبنان نادين لبكي وجورج خباز وآخرون، وتعرضت الفنانة منى زكي التي تؤدي دور الزوجة في زوج غير راضي، لانتقادات خاصة من بعض المصريين لمشهد قصير جدا تخلع فيه سروالها الداخلي، مما دفع بنقابة الممثلين في مصر للتنديد بالهجمات المتكررة على الفنانة منى زكي.
لطالما عالجت صناعة السينما الشهيرة في مصر قضايا مثل الزنا والرغبة الجنسية، ومنح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي جائزة للنسخة الإيطالية الأصلية (بيرفيتي سكونوسكيوتي)، إن المشكلة التي بتنا نعاني منها في منطقتنا العربية، هو عدم معالجة مثل هكذا قضايا بحيادية وموضوعية كما طرحها الفيلم، و أصبحنا نتعامل معها وكأنها ليست قضايانا أو أنها ليست جزءا من مشكلة اكبر وأخطر، يجب أن يكون الرد على الفيلم بفيلم اخر يسلط الضوء على حقيقة القضايا المجتمعية بصورة مختلفة، بحيث تكون مقبولة لمجتمع يرى في قيمه الأخلاقية أنها الحكم الفصل في تقييم مستوى الفن من وجهة نظره الخاصة، وله كل الحق في تغيير ذلك الرأي أو البقاء عليه، وألا يكون بالمهاجمة والادانة والتسقيط ونكران، بأن مثل هذه القضايا الحساسة هي ليست موجودة في مجتمعنا، أو لأنها لا تمثل المجتمع أو القيم المجتمعية المحافظة، إن لكلِ عمل فني رسالته الخاصة، وهذا العمل الفني السينمائي له رسالته الخاصة الموجهة الى الجمهور العربي، ويجب أن ينظر إلى هذا العمل الفني بعين ثاقبة ومتفحصة ومتفهمة جدا لما يقدمه كل فنان، والغريب بأن شبكة نتفلكس قد صنفت ميزة الفيلم، الذي يبلغ مدته ساعة ونصف على أنه غير مناسب لمن تقل أعمارهم عن 16 عاما، على الرغم من أن الفيلم، لم يتضمن مطلقا اي مشاهد جنسية 
فاضحة.x