من منى زكي و {حط إيدك»

آراء 2022/02/07
...

 حمزة مصطفى
قبل أيام أقلق تصريح لوزير المالية ملايين الموظفين العراقيين أن الدولة قد تسرحهم في غضون 10 سنوات. السياسيون انزعجوا والمواطنون ارتعبوا حتى جاءت الأخبار السعيدة من أسواق النفط. مع ذلك بقي التصريح يثير الجدل. هناك من أيد وجهة نظر الوزير في مقابل ذلك كانت هناك تصريحات مفادها بأن إمبراطورية النفط ليست وشيكة الإنهيار. 
 
ارتفعت معنويات الخبراء المتفائلين والموظفين. هل هذا هو ما يقلقنا؟ هل كل الدنيا على الأصعدة الأخرى “ربيع والجو 
بديع”؟ يبدو نعم، لامشكلة سوى الرواتب. فالدولة هي دولة موظفين لا منتجين. 
دوام أفضلهم لا يتعدى الـ 18 دقيقة في اليوم والباقي لفات “وكهوة وتتن” وتفرفر بعالم السوشيال ميديا. ماذا ترتب على ذلك؟ نوع من البلاد في ظل سيادة “نظام التفاهة”، كما يقول الآن دونو الذي الف كتابا يحمل هذا 
العنوان. مايحصل أمامنا يوميا من جرائم وسلوكيات منحرفة أشد أنواع الانحراف في كل زاوية من زوايا المجتمع، لم تعد تفرق من وجهة نظرنا عما نتفحصه من أفلام وفيديوهات وأخبار في هواتفنا الذكية، التي باتت تفعل فعل المخدرات التي هي الأخرى آفة كلنا نحذر منها لكننا نتعاطها بشكل أو
 بآخر. المصيبة أن كل شيء بتنا نتعامل معه كما لو كان ينتهي الى العالم الافتراضي. كل شيء عندنا مجرد “سوشيال ميديا” بمن في ذلك الجرائم الكبرى التي تحصل يوميا في مختلف زوايا مجتمعنا. نقرؤها وسرعان ما نغادرها. لماذا؟ لأن السوشيال ميديا 
خدرتنا. لم نعد نفرق بين مشهد من فيلم “أصحاب ولا أعز”، حيث تخلع منى زكي لباسها ليقلب الدنيا وبين جريمة قتل من نوع أب يقتل كل 
عائلته. فتاة تقتل أمها. زوجة تقتل بمساعدة الابن أو العشيق زوجها. كذا مواطن ينتحر يوميا أو يحاول من على جسر الجادرية الإنتحار. لا شئ مهم. صار العالم مجرد 
تفاهة. من يقول إن منى زكي خلعت “لباسها”؟ لا يوجد دليل مادي. مشهد إيحائي فقط. وجرائم القتل والسلوك الشاذ والمنحرف في المجتمع؟ “تعال شوف لعد” ماذا؟ فيلم، فيديو، وثيقة. ماذا تتضمن؟ تفرج فقط. كل شيء دخل “نظام التفاهة”؟ ماهو الحل؟ إطمئن.. النفط ماشي. الأسعار فوق اللازم. الرواتب مؤمنة. والأخلاق؟ منو مات وأخذ الأخلاق 
معه؟