وليد خالد الزيدي
لا يمكن المرور على دور العراق التاريخي في مقارعة الإرهاب مرور الكرام من قبل المجتمع الدولي,لاسيما مع اشتداد خطورة التنظيمات المسلحة وقدومها من مناطق بعيدة مترامية الأطراف في أصقاع المعمورة,فكل منصف في هذا العالم يحفظ للعراق دوره الكبير في الوقوف بوجه الإرهابيين والحد من تمددهم في مناطق وبلدان أخرى قريبة وبعيدة,حيث أصبح مركزا للإحداث,ومسرحا للتحدي الداعشي كأخطر تنظيم هدد الإنسانية جمعاء, وليس دول المنطقة فحسب,إنما تأثرت به معظم دول العالم,ومنها الدول الغربية التي كانت تظن بأنها في مأمن من آثاره السلبية,الأمر الذي جعل المجتمع الدولي يمد يده لمساعدة العراق في حربه ضد التكفيريين,وفي صور مختلفة من الدعم,وما زاد من رصيده الدولي في تحقيق الانتصار على جماعات هذا التنظيم المنحرف في كل المحافظات والمناطق المغتصبة, حيث إن تسارع إحداث المعارك وتوالي صفحات القتال معه,واتساع رقعة النصر عليه في جميع مدن العراق وقراه,أوجد حالة من التفاعل الايجابي من قبل معظم دول العالم,حتى وصل الحال إلى تسابق الحكومات الداعمة للعراق فيما بينها لمساندته وتقديم جهودها له بصور عديدة منها إعطاء المشورة وأخرى في عملية الدعم الجوي والصاروخي وفي مجال التسليح
أيضا.
آخر ما ركز عليه المجتمع الدولي بشأن نصر قواتنا الأمنية في حربها ضد الإرهاب هو نجاح الدبلوماسية العراقية بانتخاب العراق نائبا لرئيس مؤتمر الأطراف الخاص باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الأوطان في دورته التاسعة التي عقدت مؤخرا في العاصمة النمساوية فينا حيث تم اختيار رئيس البعثة العراقية في البلد الصديق وممثلها في المنظمات الدولية(أسامة الناشئ)لهذا المنصب الذي يعد واحدا من ابرز المناصب الدولية الرفيعة على مستوى التمثيل
الدولي.
لقد أدرك ساسة العالم ومفكروه ودبلوماسيو المنظمات الأممية إن مكافحة العراق للإرهاب لا يمكن أن يحدد من خلال معركة بحد ذاتها, او يمكن أن يقاس النصر على عدو كداعش وفق مقاييس النجاح في الحروب التقليدية البسيطة أو بحجم الجيوش أو مستوى تسليحها,إنما يقاس بقدر الإيمان الذي سكن قلوب العراقيين بعدالة القضية التي قاتلوا من اجلها ووهبوا حياتهم رخيصة لإظهارها,بعد أن وطأت جماعات التكفير أرضهم,وسعت إلى تدنيس مقدساتهم والنيل من كرامة مجتمعهم,وتهديد مستقبل أجيالهم,كما أدرك المجتمع الدولي بكل أطرافه إن العراق اسقط رهان أعداء الإنسانية المتمثل باتخاذ مدينة الموصل قاعدة لدولة الخرافة وزعموا إنها منطلقا للتوسع على حساب أراضي الشعوب الاخرى,وسلب حقوق أبناء بلدان العالم القاصية والدانية,حتى غدا كل عراقي أنموذجا فريدا لكل رموز النضال في العالم وعنوانا للكفاح ضد صور الطغيان العالمي وأشكال الظلم وطرق الاستبداد الفكري المنحرف,فكان في نظر الآخرين مركز نور وحاضرة إشعاع عقائدي لينهلوا منه عبرة في الهمم ودروسا في الشجاعة وأقوم مسيرة على طريق الإباء والكرامة التي ألهمها الله تعالى لكل عراقي أبى أن يكون في دائرة الظلم ورفض أن يتقوقع في دهاليز الإرهاب الدولي,فلنعضد جميعنا تلك الصورة الزاهية لبلدنا,وتضحيات شعبنا التي خطت ملامحها دماء الشهداء وأطرتها وحدة شعبنا بكل قواه, ولنساهم في بناء بلدنا والدفاع عنه ليكون أفضل بقاع الأرض في العطاء
والنماء.