{الفيلم الملعون}

الصفحة الاخيرة 2022/02/12
...

علي حمود الحسن
أثار عرض فيلم "أصحاب ولا أعز" على منصة نتفليكس،  يوم الخميس2022/1/20، لغطاً وضجة كبرى شغلت شبكة التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية المصرية والعربية، بين رافض للفيلم ومتهم إياه "بإشاعة الفاحشة وتهوينها في عيون الناس"، مثلما جاء في بيان مركز الأزهر العالمي للفتوى، بينما قال آخرون إن الفيلم جزء من مشروع تهديم ثوابت الأسرة المصرية والعربية، وأدانوا جميعاً منصة نتفليكس التي انتجته من خلال شركات مصرية ولبنانية واماراتية، وذهب النائب مصطفى بكري أبعد من ذلك بتقديم بيان إلى مجلس النواب المصري مفاده "أن الفيلم أثار استياء الرأي العام، لتناوله موضوعات تخالف تقاليد المجتمع، منها: المثلية الجنسية والخيانة الزوجية"، بالمقابل دافع نقاد ومتخصصون عن الفيلم، الذي لم يعرض في مصر، إنما في منصة الكترونية، لذا فهو خارج سلطة الرقابة، وتحفظ بعضهم على الفيلم، لكنهم قالوا إن كل ما  جاء فيه، هو موجود في معظم الأسر وليس في مصر والدول العربية حسب، إنما في العالم أجمع، وأقروا أن كشف المستور والمسكوت عنه، هو ما يحل المشكلات، مستشهدين بانخفاض نسبة التحرش الجنسي في مصر من 80 % إلى 12 % نتيجة الاشهار وعدم الخنوع للمتحرش، وهم يعزون هذه الضجة  إلى " ذباب الانترنت" الذي يديره أشباح السلفيين.
 يتحدث الفيلم عن سهرة أربعة أصدقاء عمر في بيت أحدهم، ثلاثة منهم متزوجون، عدا واحد منهم عازب، نعرف في ما بعد أنه مثلي، اذ يلتقون في بيت احدهم لمشاهدة خسوف القمر، ولكي يمضي الوقت سريعاً ويتجنبوا الملل، قرروا ترك هواتفهم على الطاولة، ليعرف الجميع من الذي يراسلهم، او يرن على هواتفهم، وتتحول المزحة إلى جحيم بعد أن تكشف هواتفهم ما اخفوا من أسرار، فكل واحد من هؤلاء متورط بخلة، ليس أقلها الخيانة الزوجية والمثلية الجنسية، فضلاً عن تفكك أًسري صادم، على الأقل بالنسبة لمجتمعاتنا، اذ تنزع الأقنعة ويظهر المستور، وتنتهي اللعبة بظهور القمر وعودة المياه إلى مجاريها في واحدة من النهايات السعيدة غير المبررة سياقياً.
    في تقديري الشخصي إن المنصات الرقمية، مثلما هي شبكات التواصل والهواتف المحمولة، أدوات للرأسمالية المتوحشة لتسطيح وتدمير الهويات الوطنية لبلدان الأطراف والمركز بشكل أقل للحصول على أكبر قدر من الربح، بعيداً عن القيم والأخلاق والأعراف، وسنظل نصدم يومياً، فلا سطوة تمنع منتجهم المعولم، سوى أن يكون لهذه الشعوب انتاجها الموازي، وفي حالتنا العربية الأمر غير ممكن على المدى القريب والبعيد أيضاً.