موازنة حكومة ميقاتي تثير غضباً رسمياً وشعبياً

الرياضة 2022/02/12
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
ردود فعل سياسية وشعبية عنيفة قوبل بها قانون الموازنة التي أطلقتها حكومة نجيب ميقاتي وتوعدت كتل نيابية مؤثرة بعدم تمريرها برلمانياً وهو ما سيحرج الحكومة الهشة، بينما أكّدَ صندوق النقد الدولي، أنه "من المقرر أن تنتهي مهمة لبنان يوم الأحد، والفريق يعمل عن كثب لمساعدته على الإصلاح".
إقرار الموازنة العامة لعام 2022 جاء بعد مخاضات صعبة وبعد أن عاد مجلس الوزراء اللبناني للانعقاد بعد فترة ليست بالقصيرة من التعطيل في ظل ازمات اقتصادية سياسية ثقيلة يحاول لبنان إيجاد متنفس له عبر انخراطه في خطة التعافي الاقتصادي المقترنة بمحادثات جدّية مع صندوق النقد الدولي، وفي خضم علاقات مأزومة مع دول الخليج لاسيما المملكة العربية السعودية حيث ينتظر المراقبون حلول أمين عام الجامعة العربية إلى العاصمة اللبنانية قبل يوم 26 الجاري لتعرف بيروت بعدئذ "الكلمة الخليجية" إزاء ردها على مذكرة الكويت وما يتبعها من خطوات سياسية من العامل الخليجي المؤثر، بينما أشارت مصادر لبنانية إلى أن بابا الفاتيكان البابا فرنسيس الذي طالما ذكر أن "قلبه مع لبنان وهو يصلي من أجله" سيزور لبنان بين موعد الانتخابات المتوقعة في أيار المقبل ونهاية هذه السنة، وفقاً لما أبلغه وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور المطران بول ريتشارد غالا عبر مجلس السفراء الأجانب في الفاتيكان.
إلى ذلك عدّ رئيس لجنة المال والموازنة، النائب إبراهيم كنعان، أنّ "الموازنة استثنائية وغير إصلاحية وغير إنتاجية"، مؤكداً أنّ "الوضع لا يحتمل موازنة كلاسيكية"، وقال كنعان في حديث تلفازي تابعته "الصباح" أمس الجمعة: إن "الموازنة من دون رؤية اقتصادية وخطة إنقاذية بينما الظرف لا يحتمل موازنة كلاسيكية، وإقرار الموازنة يجب أن يتم ضمن خطة إنقاذ وتعافٍ تقدّم رؤية اقتصادية واضحة"، وأضاف أن "لجنة المال وضعت خريطة طريق للحلول لم يؤخذ بها قبل سنوات"، مشيراً إلى أنّ "المشكلة أن هناك حكومات لا تحترم القانون، وقضاء لا يحاسب، وإلاّ فكيف لم يبت ديوان المحاسبة حتى اليوم بمصير 27 مليار دولار 
لا نعلم كيف انفقت؟".
النائب عن كتلة حزب الله علي فياض من جهته عدّ أن "مشروع الموازنة المقدم من الحكومة هو غير إصلاحي بالمعنى العميق للكلمة"، مؤكداً أن "الكتلة ستدافع عن المواطن اللبناني في ظروفه المعيشية"، مشدداً على أن "موقف كتلتنا أننا لن نوافق على أي زيادة فيها مبالغة ولا تنسجم مع قدرة المواطن اللبناني على السداد، والموازنة وضعت على أساس سعر صرف 20 ألف ليرة وأي تقلب بهذا السعر سيؤدي إلى اهتزاز كبير في الموازنة".
النائب جميل السيد بدوره علق غاضباً على (موازنة ميقاتي) بقوله: "‏ميقاتي يقول (ما منقدر نعطي كهربا واتصالات ببلاش لأن ما بقى في مصاري، وإذا قال المواطن أموالي بالمصارف، نقول له معك حق بس بدنا نتحمل بعضنا)!"، شو هالحكي هيدا؟! شو هالاستهتار بالناس؟! شو يعني ما بقى فيه مصاري؟! وين المصاري؟! شو نتحمّل بعض؟! حبيبي، صبْر الجوعان غير صبر الشبعان".
وكان ميقاتي قد أعلن عن إقرار مشروع الموازنة لعام 2022، مشيراً إلى أنه "لدينا عجز 7 آلاف مليار ليرة في الموازنة وهي لاحتياط الموازنة وهذه المرة الأولى التي تكون فيها الإيرادات والنفقات متقاربة هذا الحد، ولدينا تعثر بالقدرة على التمويل وعلينا الحصول على توقيع صندوق النقد الدولي"، وكشف عن أنه "أصبح هناك 400 مليار ليرة للشق الاجتماعي تتضمن تعويضات للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت". 
في غضون ذلك، كشف مستشار الرئيس اللبناني، أمل أبو زيد،عن أن "الزيارة التي قام بها الموفد الأميركي للبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية أموس هوكشتاين، حملت عرضًا جديدًا، بعد زيارته الأخيرة لإسرائيل، لكنه سيكون العرض الأخير، حسبما صرح بذلك"، متابعاً أن "العرض عمليًا كما يقال يستبعد الخط 29، وكذلك خط هوف، والتي كانت المباحثات تجري بشأنه، وحصر المنطقة المتنازع عليها بين الخط 1 -و23، وهذا يعني أنه يمكن أن تكون هناك بوادر واستعداد أو اقتناع أميركي بأن يعطى لبنان المساحة التي يطالب بها، والتي هي عمليًا 860 كلم، والحقل الذي يسعى لبنان للحفاظ عليه هو حقل قانا"، ورأى أن "الرد اللبناني يمكن وصفه بالإيجابي، والاستعداد لدرس فعلي للعرض الأميركي والبناء عليه، والأيام القادمة ستثبت إن كان لبنان جاهزاً ليعطي موافقته 
على اتفاق الإطار".