ربيع شهد

الرياضة 2022/02/13
...

كاظم الطائي

لا تعد المهمة التي أنيطت بالكابتن عبد الغني شهد لقيادة منتخبنا الوطني في مباراتي الإمارات وسوريا ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر سهلة، ويمكن عدها تحديا لظروف صعبة أحاطت بكرتنا في مشاركاتها الدولية، وفقدت الكثير من صورتها المعهودة وجاء اختياره في ظرف معقد من قبل اتحاد الكرة ليعيد الثقة بقدرات المدرب المحلي .
في أرشيف اللعبة ومنذ انطلاقتها رسميا أواخر الأربعينيات أسماء لا تنسى من مدربينا ممن تركوا بصماتهم في الملاعب الدولية، من بين 73 مدربا تولوا قيادة منتخباتنا، بينهم 52 من المحليين، نشير إلى عادل بشير الذي قاد منتخبنا العسكري للفوز ببطولة كأس العالم العسكرية في العام 1972 وعمو بابا الأكثر تحقيقا للإنجازات بمعطف تلك البطولة في العام 1979 ومساعدا في العام 1977 وكأس الخليج 3 مرات في 1979 و1984 و1988 وذهبية الدورة الآسيوية في 1982 في الهند وبطولة مرديكا في الثمانينيات وكأس الصداقة والسلام في الكويت 1989 وغيرها من الكؤوس والألقاب . محمد نجيب كابان وثامر محسن وأنور جسام وعدنان حمد وباسم قاسم وحكيم شاكر وعبد الغني شهد وآخرون، كانت لكل منهم تجربة في رحلة الألف ميل، التي عادت مجددا للظهور بعد تجارب مع بتروفيتش وأدفوكات وكاتانيتش لم تسفر عن تأهل كرتنا لمونديال آخر، ويحمل شهد لواء القيادة الفنية المحلية عبر بوابة مباراتين تفوق أهميتهما حدود النقاط الست، وتصل مدياتها إلى جوانب فنية ونفسية وتاريخية .
في مرات عديدة خضنا مع الكابتن شهد حوارات عن واقع اللعبة في معظم مهماته السابقة مدربا للأولمبي ولأندية النجف ونفط الوسط والشرطة وكربلاء والطلبة، وعمل مساعدا لمدرب منتخبنا الشبابي بقيادة عميد المدربين عبد الإله عبد الحميد، ورافقته إلى عمان في العام 2006 في معسكر أقيم هناك واستضفناه أكثر من مرة في مقر صحيفة “الصباح” ونظمنا له ولمنتخبنا الأولمبي احتفالية تكريمية بعد تأهله لأولمبياد ريودي جانيرو في البرازيل في العام 2016 حضرها مع نخبة من أهل اللعبة، بينهم الراحل طارق أحمد وعدد من الإعلاميين . شجاعة الرجل وتمسكه بخيارات صعبة منحاه القدرة على إدارة أدواته بما يعزز خطته في المستطيل الأخضر ولم يأبه في تجربته السابقة لخطورة منافسيه وشذب ألمع نجوم الكرة العالمية وأبعدهم عن شباك فريقه بحجم نيمار وماركينيوس وغابرييل باربوسا وغابرييل خيسوس وزملائهم في منتخب السامبا قبل 6 أعوام وفي عقر دار سحرة البرازيل واقتطع تعادلا تاريخيا من فكي أصحاب الأرض والجمهور . لم يخسر منتخبنا الأولمبي بقيادته في نهائيات الأولمبياد البرازيلي وخرج من الدور الأول بشرف ونتائج جيدة، وفي جعبته مباريات مالت كفتها لصالح فريقه النجف أمام السد القطري بطل أندية آسيا ذهابا وإيابا بأربعة أهداف لهدف، وهدف من دون رد، ويحتفظ بسجل ناصع في بطولة آسيا دون 23 عاما . تشكيلته التي سيختارها لمواجهة الإمارات وسوريا ليست طلاسم وأسرارا، فقد خبرها الرجل في دوري الكرة ويعرف أدواته جيدا، وأمامه خيارات مضافة من المحترفين، وعليه إيجاد الحلول لمشكلات الدفاع وتعزيز قدرات الهجوم في ظل تراجع الخط البياني لسلاح التهديف قبل أن يحين موعد اللقاء المرتقب في ربيع الشهر المقبل، ونأمله أن يكون سعيدا لكرتنا، وغير ذلك لا نظن أن قطافها كان جنيا، أليس كذلك ؟