النساء وقيادة السيارات

الصفحة الاخيرة 2022/02/19
...

  بغداد: نوارة محمد
 
أغلقت سارة وحيد باب سيارتها بتوتر شديد، وهي منزعجة من المضايقات المتكررة، ولم تكن المرة الأولى، فقيادتها لسيارتها أوقعتها بحوادث ومشاحنات لا حصر لها، لا سيما أن الشارع له طابعه الذكوري الذي يشكك دائماً بقدرات المرأة.
سارة كما غيرها الكثيرات تحدت مرارة واقع الشارع العراقي وضغوطه، لا سيما أن أعداد النساء السائقات بدأت بالتزايد في الآونة الأخيرة. 
بعد أن تعرضت سارة لحادث بسيط لم تكن سبباً به بحسب الشهود، وقفت مُندهشة تقول "أستمع يومياً لعشرات الانتقادات والتعليقات السلبية، حتى وإن لم أُخطئ فإن اللوم سيقع علي بالجزء الأكبر، هكذا اعتدنا".
تشير الدراسات إلى أن النساء تتفوق على الرجال في قيادة السيارات، إذ تبين مؤخراً أن النساء يستغرقن وقتا أطول لتعلّم القيادة، إلا أنهن يحصلن على الرخصة بشكل أسرع من الذكور، فتهوّر الرجل، يدفعه إلى الرسوب في اختبار القيادة، مثلما أن أغلب الحوادث على الطرقات تكون نتيجة للتهوّر والقيادة الخطرة التي يعتمدها الذكور، وتظهر إحدى الدراسات أن 23 بالمئة من الحوادث المرتكبة على الطرقات كان سببها الرجال، في المقابل، فإن نسبة ارتكاب النساء للأخطاء أثناء القيادة، لم تتعد الـ 7 بالمئة، بحسب الدكتور حميد يونس المختص بالطب النفسي. 
وتقول دراسات أخرى إن الرجال كثيرو التململ ولا طاقة لديهم على التحمل، لذلك فإن أغلب حوادث الطرقات تقع نتيجة التوتر المفرط والعصبية الزائدة، على العكس من النساء. تقول أسماء كريم (26 عاماً) إنها "تشعر بسعادة كبيرة أثناء قيادة السيارة، وبسيطرة تامة، كما لو أنها تقود حياتها بأكملها". 
 اعتادت أسماء في كثير من الأحيان عند قيادة سيارتها على الاستماع للأغاني المُفضلة، فقط كي "أهرب كلما أرهقني الروتين، ولا بأس بالتقاط سيلفي يُذكرني بأن هناك ما يستحق الحياة". 
وفي صدد الحديث عن هذه الظاهرة يقول أحمد علي كريم "أعتقد أن الشارع العراقي بدأ بتقبل النساء السائقات، وأرى أن هناك تطوراً واضحاً، لاسيما وإنها واحدة من القضايا التي كانت مرفوضة في بعض المجتمعات، ويضيف "نحن بحاجة إلى الوقت، كي يُدرك الآخرون أن النساء لا تقل عن الرجال وتتفوق في الحرص في هذا الشأن". .