الدب الروسي والمستنقع الأورو أميركي

آراء 2022/02/19
...

 رحيم عزيز رجب 
 
أحداث متسارعة وتصعيدات خطيرة هنا وهناك. وتهديدات من الأطراف المعنية واستعراض للعضلات وفرض الهيمنة من الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من الناتو وأوكرانيا الذي يحاول تطويق الدب الروسي وأحلام بوتين، بإعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي والعصور القيصرية العظمى. حتى بات الجميع غارقا في حسابات الربح والخسارة على المستوى العسكري والاقتصادي. وأولهما تأمين إمداد أوروبا بالغاز. والبحث عن البديل وتحرك الرئيس الأميركي جون بايدن مناقشات منتظمة مع عدد من الدول والشركات في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، حول زيادة انتاجها من الغاز الطبيعي المسال الى أوروبا في حال أدى الغزو الروسي لأوكرانيا الى نقص الغاز. فإذا ما نظرنا وبنظرة خاطفة وسريعة على الميزان العسكري لوجدنا ثقلا واتساعا بين كفتي روسيا وأوكرانيا لصالح روسيا. الا إذا ما تحالف الناتو مع أوكرانيا وتساندها الولايات المتحدة 
الأميركية. 
عندها ستنقلب الموازين وتصبح لصالح أوكرانيا. وفي احصائية بسيطة. نجد أن تخصيص الميزانية الدفاعية لروسيا تبلغ 51.3 مليار دولار، بينما تخصص أوكرانيا مع حلف الناتو 1،01ترليون دولار . كما تمتلك روسيا اليوم من الاسلحة النووية 6.500 سلاح نووي. بينما تمتلك أوكرانيا مع حلف الناتو 4.4180 سلاحا نوويا.  ومن احتياطي الأفراد 2.000.000 جندي. بينما ما تمتلكه اوكرانيا مع الناتو من الاحتياطي 3.000.000.جندي. وما تمتلكه روسيا من الدبابات 13.100 دبابة قتالية أمام ما تمتلكه اوكرانيا مع الناتو 23.220 دبابة قتالية، أما يخص العربات المصفحة فروسيا تمتلك منها 51.45 عربة مصفحة. مقابل ما تمتلكه أوكرانيا مع الناتو 1170.870. أما بخصوص سلاح المدفعية وما تمتلكه روسيا الى جانب اوكرانيا وحلف الناتو فهي تمتلك 11.275 قطعة مدفعية، بينما ما تمتلكه بالمقابل اوكرانيا والناتو 16.480سلاحا مدفعيا. ومن الصواريخ المضادة، فروسيا تمتلك منها 4.050، بينما تمتلك اوكرانيا ومعها الناتو من الصواريخ المضادة 5.39 صاروخا مضادا. ومن الحاملات الطائرات فروسيا لديها 1 فقط، بينما تمتلك أوكرانيا مع الناتو 17 حاملة للطائرات. ومن الفرقاطات الروسية 13 وما يقابلها من الجانب الاوكراني والناتو 136. ومن الغواصات البحرية 64 غواصة وما يقابلها من الاوكرانية والناتو 148غواصة، ومن الطائرات المقاتلة وما تمتلكه روسيا من هذه الطائرات 849، بينما تمتلك اوكرانيا مع حلف الناتو 1.310 طائرة مقاتلة. وما نجده اليوم على الساحة من حشود عسكرية تتصدرها لغة الصواريخ لتعيد الى الأذهان أزمة الصواريخ الكوبية، والتي تسمى في روسيا (أزمة الكاريبي)، وفي كوبا بأزمة أكتوبر تلك المواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي آنذاك والمتحالف مع كوبا عام 1962. ضمن أحداث الحرب الباردة. وهي الأزمة الأقرب والتي كادت تؤدي الى قيام حرب نووية. حتى توصل الطرفان الى اتفاقية 14/ اكتوبر / 1962 تنص ويلتزم بها الطرفان على ألا تغزو أميركا كوبا .مقابل سحب الاتحاد السوفيتي صواريخه النووية من كوبا. بعد سحب وظهور خط نووي ساخن بين واشنطن وموسكو. بالامس حين تمادت الولايات المتحدة الأميركية في اغسطس عام 1962، وفي اعقاب عدة عمليات فاشلة للولايات المتحدة الأميركية لإسقاط النظام الكوبي، وذلك من خلال غزوها لجزيرة الخنازير (عمليات النمس)، حتى هرعت وأسرعت حكومة الاتحاد السوفيتي وحكومة كوبا في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى في كوبا، والتي تعطي الإمكانية من ضرب معظم الأراضي في الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس (خرشوف). واليوم نجد ذلك التناقض والازدواجية الأميركية وهي تعارض التوجهات الروسية في ضم جزء من روسيا وهي اوكرانيا وجورجيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في 26 / ديسمبر/ 1990. من خلال رفض المطالب الروسية بتقديم تعهد قانوني بعدم انضمام تلك الدولتين الى حلف الناتو. فالمسؤولون الروس اليوم يحاولون تشبيه محاولة فرض نفوذهم على أوكرانيا وجورجيا باعتبارهما مجالا حيويا لروسيا بمبدأ (مونرو)، والذي يحدد قارة أميركا الجنوبية بمنطقة نفوذ حيوية للولايات المتحدة وحديقة خلفية للأراضي 
الأميركية.