غياب الانصاف

اسرة ومجتمع 2022/02/19
...

قاسم موزان

يوافق يوم غدٍ العشرين من شباط اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، الذي اقرّته الامم المتحدة لتعزيز ركائزها الانسانية في توزيع عادل ومنصف للثروات، وعدم احتكارها بيد حفنة من المستغلين، والمساواة لكلا الجنسين وتكافؤ الفرص من دون تمميز لأي سبب كان، وتقديم الخدمات الاساسية للمجتمعات الفقيرة الذي يرزح سكانها تحت ضغوطات اقتصادية وصحية ونفسية حادة تفوق قدراتها على تحمل البؤس والاستعباد والبطالة في غياب صريح للتنمية البشرية المستدامة، والاستفادة من طاقاتها في الخلق والابداع، اذا ما توفرت البيئة المناسبة وادراك اهمية استثمار الثروات الطبيعية والابتعاد الصراعات والحروب والخلافات والتصارع على السلطة، ولعل اهمال الانسان بهذه الصورة مناف لحقوقه المشروعة وحقه للعيش في كرامة، وتبذل المنظمة الاممية الجهود الحثيثة لتقديم النصح والدعم المادي والمعنوي لتلك للدول بغية تقليص الفوارق الطبقية، حيث إن المعادلة الصعبة بين ثراء فاحش وفقر مطلق الذي يعني الافتقار للاحتياجات في توفير في فرص العمل والاهتمام بصحة الفرد، الفوارق الاجتماعية تنجم عنها مخرجات خطيرة منها، يقف في مقدمتها تعاظم ظاهرة العنف والعنف المتبادل وتسيد خطاب الكراهية والجريمة المنظمة على نحو مقلق ما يهدد السلم الاهلي وفقدان الامان والحماية الاجتماعية، إن تحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع عادل للثروات واحترام ذات الانسانية يعني النمو الاقتصادي المستدام والتخطيط السليم للموارد ويسهم في ازاحة فرص السقوط في اضطرابات داخلية مخيفة وهذا ما يحصل في بلدان عدة.
لا شكَّ أن دول العالم تمر بين فترة وأخرى بازمات اقتصادية وصحية وبيئية تتسم بالحدة في كثير من الأحيان، ويقع الثقل الأكبر في تلك الاشكالية على المجتمعات الفقيرة والمهمشة، التي تستقر عند دون خطر الفقر ما يزيد من سلسلة معاناتها اللانهائية، ولعل أزمة جائحة كورونا المخيفة التي اجتاحت العالم في السنوات الاخيرة وحتى وقتنا الراهن، قد فرضت اشتراطاتها في التباعد المكاني والحظر وتوقف حركة التبادل التجاري بين البلدان كشفت عن عجز الدول لمعالجة حقيقية للمرض القاتل، بتوفير اللقاحات الوقائية للحد من انتشاره، وفقد الكثير من العاملين وظائفهم، ما خلف انحسار الغذاء لهم ولأسرهم، وأضيفت أرقام مرعبة الى قائمة العاطلين عن العمل، ومزيد من الجياع حول العالم المضطرب المنشغل عن قصد في صناعة الموت الممنهج، عوضا عن رسم خريطة للحياة. إن سيادة العدالة الاجتماعية تخلق حالة من التوازن النفسي للفرد، ويصبح زاخرا في عطائه وتوقه لحياة افضل.