بغداد: محمد اسماعيل ووائل الملوك
مشت سهى سالم، على رؤوس أصابعها؛ تراوغ رجال الأمن الذين داهموا بيتها؛ بحثاً عن أبيها الشيوعي، مشهد ضمن مسرحية «خلاف» التي عرضت على مسرح الرشيد، مساء الخميس الماضي، من تأليف وإخراج مهند هادي، وتمثيل سهى سالم وهيثم عبد الرزاق ومرتضى حبيب.
ينتظم ولدها في «داعش» ويقتل، فتحلم به ملطخاً بوحل أسود، لأنه يقتل الأبرياء، محطماً شرف الرسالة الوطنية التي ورثتها عن أبيها.
حضر السفير الجزائري محمودي بلقاسم، المسرحية ووعد بدعوة أعضاء المسرحية لعرضها في الجزائر، وامتازت المسرحية بنظر السفير الفلسطيني أحمد عقل، بطرح التناقض بين الأيديولوجيات، إذ قال «سعيد بعافية الثقافة في العراق وتجددها، بدليل الحضور الكبير».
وقال المدير العام لدائرة السينما والمسرح أحمد حسن موسى: «بدأت الفرقة الوطنية للتمثيل، موسم 2022 بـ «خلاف» داعين مخرجين عراقيين مغتربين للمشاركة، منهم مهند القادم من فرنسا». وقال المخرج مهند هادي إن «الأيديولوجيات مهما بدت مختلفة، تتشابه في إقرارها بمشروعية
القتل».
واستحسن الناقد د. محمد أبو خضير، العرض، بقوله «فضاء عرض متقشف ومبنى حكائي جميل يصب في ما بعد الحداثة».
وقال الفنان فلاح إبراهيم لـ «الصباح»: إن المسرحية واحدة من أهم الأعمال التي قدمت في هذه الفترة الزمنية، وإن المؤلف والمخرج مهند هادي كان موفقاً في اشتغاله كنص وإخراج وسينوغرافيا، وثيمة واختياره لمدينة إسطنبول والفكر الماركسي اليساري وما حدث من أفكار قد مررنا بها وعانينا منها جميعنا كمجتمعات، وهي عملية التحول بالأفكار وإنتاج صراع يكشف عن المعاناة.
ويضيف: رغم أن لدي بعض الملاحظات بخصوص اختيار «البارتشنات» والقليل منها بخصوص التمثيل، لكن بصورة عامة العمل متكامل ومهم في المسرح العراقي، مشيراً إلى أن السينوغرافيا كانت رائعة في العرض ومبتكرة.
على الرغم من أن المخرج نزار الفدعم أبدى إعجابه بالعرض وبكل تفاصيله، لكنه كمشاهد تساءل: هل نحن نحتاج إلى مثل هكذا عروض لاستقطاب جمهور واسع ومخاطبته بهذا الفكر؟
واصفاً العرض بالنخبوي ولا يتمكن من فهمه إلا بعض المختصين بالفن المسرحي وبعض المثقفين، أما الجمهور فلا يتصور ذلك، قائلاً: نحن اليوم نحتاج إلى عروض تتناول الواقع العراقي والبغدادي تحديداً، وطرح ما يدور من أحداث يعاني منها المجتمع مصحوبة بمعالجة فكرية، وخصوصاً إن المسرح رسالة موجهة إلى المجتمع، وأي تغريب قد يكون مردوده سلبياً على العرض والجمهور، حيث الشكل السينوغرافي قد أغرق الموضوع.