رسالة إلى الأخوة الأعداء

آراء 2022/02/22
...

  محمد شريف أبو ميسم
 
إلى غرمائنا القائمين على المشروع الصهيوأميركي في منطقتنا الشرق أوسطية، الساعين بكل الوسائل إلى توظيف نقاط ضعفنا في منافسة غير عادلة لتحقيق شعارهم الماسوني (من الماء إلى الماء تترامى أطراف الدولة اليهودية الكبرى).
من أبسط قواعد التحدي في أي مجال من مجالات الحياة، أن تمنح الفرصة للمتنافسين لخوض النزالات بعدالة، ففي الرياضة مثلا يحرم المتنافس الذي يستعين بالمنشطات، بينما يحضر في الحروب الدولية استخدام العديد من الأسلحة بوصفها أسلحة محرمة ومحظورة دولية، وحتى في نزالات أفلام رعاة البقر كانت أصوات النبلاء من رجال الكاوبوي تتعإلى نحو الطرف الآخر، أن "اسحب سلاحك قبل أن اجهز عليك". وأنتم أيها الغرماء، تنتهكون أبسط قواعد المنافسة العادلة لمصادرة الأرض تحت حاجتنا الملحة لحلول جاهزة تنقذنا من صدمة التحول نحو نظام تعددي في بلد ريعي متعدد الأعراق والطوائف، فبعد أن وظفتم معطيات الصدمة بهدف قبولنا بالحلول الجاهزة من الخارج، وأنتم بصدد التمهيد للاندماج الجهوي في منطقة الشرق الأوسط، تحت مظلة العولمة الاقتصادية وبأدوات ليبرالية السوق التي ستستبدل سلطة الدولة بسلطة المال. رحتم توظفون أهم نقاط الضعف الضاربة في خاصرتنا المجتمعية، لتكريس فكرة الذهاب نحو التبعية عبر سنوات من الفوضى وسوء الإدارة والفساد برعايتكم، لتتبعها مرحلة الاحتواء الاقتصادي بهدف تكريس التبعية والتأسيس لسلطة المال الأجنبي. وكل ذلك كان عبر التحكم بخيوط اللعبة التي مسكتم بها قبل سنوات من العام 2003، وعززتها قدرتكم في إدارة أدوات العولمة الثقافية.
وها أنتم اليوم توظفون أهم نقاط ضعفنا الناجمة عن غياب الوعي، ألا وهي الجهل بمحتوى المؤامرة التي أثبتم من خلالها أنكم لا تحملون صفات النبلاء، الذين يراعون أصول المنافسة، فكانت منازلة تفوقتم بها بأدوات غير عادلة، من بينها التخلف الإعلامي المتقع الذي نعاني منه، اذ استطعتم أن تحولوا العديد من العاملين في الحقل الاعلامي لخدمتكم، وهم يعيدون انتاج مخرجات مؤسساتكم الثقافية التي تنفق الملايين من الدولارات دراسة في علم النفس المجتمعي، وتمحيصا في التشكيلات المجتمعية وفي الشخصية العراقية وبأساليب صناعة الأزمات وادارتها، لتسويق الاضطراب النفسي والضعف المجتمعي بهدف الوصول إلى بنية مجتمعية عديمة الثقة بالنفس. 
ندعوكم أيها الغرماء أن تمنحونا وقتا مستقطعا لنعيد هيكلة أنفسنا ونستحضر الوعي لمنظوماتنا الإعلامية والمجتمعية وسواها، ثم نخوض معكم المنافسة لحماية الأرض والمستقبل من شروركم بعد أن ننتهي من منازلاتنا الداخلية مع فائق العداء.