لعبة كل موسم

الرياضة 2022/02/22
...

خالد جاسم
 
*حَديث رسخ في ذاكرتي, قاله عالم مصري, أثناء تكريمه لجائزة نوبل جاء فيه : (الغرب ليسوا عباقرة, والعرب ليسوا أغبياء, لكن الفاشل لديهم يدعم بقوة حتى يصبح ناجحاً, أما لدينا فالناجح يحارب بقوة حتى يصبح فاشلا ).. هذا الحديث الذي يستحق أن يكون حكمة أثيرة، أتذكره ونحن نتعايش مع دوامة التخبط والارتجال في الرياضة عموما وكرة القدم بشكل خاص، ونحن العراقيون جزء من أمة العرب ولا نختلف عنهم في قضية محاربة الكفاءات الوطنية والسعي من أجل إفشال أصحابها، ولنا من التجارب في مفصل مدرب المنتخب الوطني ما يعزز هذه القناعة في قدرتنا الفائقة على التضحية بالمدرب الوطني وذبحه علنا مع أول إخفاق طالما أن الثمن هو بقاء أصحاب القرار بمنأى عن المساءلة والحساب والتشبث بالكراسي والمناصب، ولدينا من المدربين الضحايا أعداد لا بأس بها على شتى المستويات والأصعدة وليس فقط مع المنتخبات الوطنية .  22   جولة دارت في عجلة دوري الكرة الممتاز حتى الآن، وهذا يعني وفي ما يشبه البديهية أن فرق الدوري لا تزال في منتصف الطريق الطويل، كما أن المعتاد وفق القراءة المنطقية في لعبة مثل كرة القدم مفتوحة دائما أمام كل المتغيرات والاحتمالات أن الأدوار الأولى من المسابقة لا يمكن اعتبارها مقياسا حقيقيا على قوة أي فريق أو ضعفه أو المراهنة على ما قد يخرج به في نهاية المشوار من مركز في لائحة الدوري، وذلك لأسباب وعوامل موضوعية لا علاقة لها بالحظ أو الصدفة بقدر ارتكازها على ظروف كل فريق من حيث الإعداد والتحضير قبل ابتداء الموسم وما قد ينعكس من نتاج لتلك الظروف في المباريات الأولى للفرق المشاركة. 
هذه الحقائق تفرض على إدارات الأندية التي تتفهم واقع دوري الكرة وتمتلك بعضا من ثقافة كرة القدم التأني والصبر على النتائج، وفي هذا الإطار عليها التعامل بمنظور موضوعي مع مدربي فرقها وليس بطريقة - الفزعة - أو رد الفعل، وهنا وبرغم إن ما حدث هو ضمن توقعاتنا المسبقة نستغرب وبعد مرور 22 دورا من مسابقة الدوري أن يبلغ عدد المدربين المقالين والمستقيلين 23 مدربا، أي بحسبة سهلة جدا أن تغيير المدربين صار بمعدل مدرب واحد في كل دور من هذه الأدوار بل والطريف أننا تابعنا في يوم واحد إبعاد أربعة مدربين هم حسن أحمد مدرب الكرخ وحيدر عبودي من النجف وحمزة هادي من الديوانية وسامر سعيد من سامراء ولتبدأ مرحلة جديدة من تدوير ذات الأسماء التدريبية بدليل تعاقد حسن أحمد لتدريب النجف بعد 48 ساعة من خروجه من بوابة كرة الكرخ، وتستمر أيضا لعبة تلويحات بعض إدارات الأندية في تدشين حملات الإقالة لمدربي فرقها الكروية أو الدفع نحو إجبار البعض الآخر من المدربين نحو إشهار الاستقالة في سيناريو مر وبائس لما حدث في مواسم ماضية  ونحن في انتظار بقية عنقود الضحايا من أصحاب السراويل التدريبية في قادم الأدوار،  مع التوقع بأن تزداد قائمة المقالين والمستقيلين  وهما برغم اختلافهما الجوهري إلا إنهما في عالم الكرة العراقية أصبحا وجهين لعملة واحدة في انعكاس طبيعي لواقع الحال وترجمة بائسة لما نعيشه من بؤس أكثر عمقا في واقعنا الكروي على مستوى مسابقة الدوري الممتاز وما تحفل به من غرائب وعجائب على صعيد معظم إدارات الأندية المشاركة في منافساته.