الحلة: محمد عجيل
عثر في إحدى قرى محافظة بابل على ختم خشبي يعود إلى نهايات الدولة العثمانية التي سيطرت على بغداد عام 1534، بحسب مصادر تاريخية. وتلقت إدارة متحف تراث الحلة التابع للحكومة المحلية في المحافظة الختم المذكور كهدية مقدمة من قبل الباحث بشؤون التراث عبد الرحيم موسى الفتلاوي، الذي قال: إن "الختم أو ما يسمى سابقا (الشيكل) عثر عليه في منطقة الهندية التابعة لمحافظة بابل، وفي بيت أحد الشيوخ الذي ورثه عن أحد أجداده".
ويعود الختم إلى نهايات الحقبة العثمانية التي حكمت العراق بعد سقوط الدولة الصفوية، وهو عبارة عن قطعة خشبية بطول 50سم وبعرض 25سم مكتوب عليه بالنحت الغائر المقلوب من اليسار إلى اليمين كلمة السر وهي أما أن تكون معبرة عن أسماء الله الحسنى أو جزءاً من آية قرآنية مثل الحافظ أو المبارك أو نصر من الله وفتح قريب، فضلاً عن وجود قبضة يد في منتصفه تسهل عملية المسك.
ويعد الرمز رقماً سرياً يتداوله شخص واحد هو صاحب الشيكل، ويكون معروفاً لدى السلطات آنذاك ومسؤولاً عن تبعاته
القانونية أمام الشرطة أو اللجان المشكلة بأوامر من قبل الوالي العثماني.
وأُستخدم الختم الذي لا يملكه سوى كبار الإقطاع وأمراء القبائل والمقربين من رجالات الدولة العثمانية في فض النزاعات العشائرية وتقسيم المحاصيل الزراعية، وهو بالتالي يعد معلماً تراثياً معبراً عن إحدى مراحل تاريخ العراق السياسي الذي مضى عليه أكثر من مئة عام، بحسب الفتلاوي.
وسيكون الختم أمام أنظار الجمهور في متحف الحلة المعاصر الذي يضم مقتنيات مختلفة أثرية منها وتراثية، وأوضح أن "الختم أُستخدم في عهد الدولة العثمانية، واستمر في الاستخدام حتى قيام الجمهورية الأولى عام 1958، إذ استبدل بختم صغير يحمل بالجيب، ويسلم لدى المختار حصراً بعد تقييد الصلاحيات الإقطاعية في قوانين أصدرها الزعيم عبد الكريم
قاسم.
كما أشار الفتلاوي إلى أن إدارة المتحف ستضع الختم في مربع زجاجي حفاظاً عليه من التلف، كما وقد صنف من قبلها بدرجة باء في إشارة إلى عمقه
التاريخي.
