حسين علي الحمداني
تشهد سماء بغداد بين فترة وأخرى وصول طائرات زعماء العالم لتحط رحالها في العراق ومعهم حقائبهم الدبلوماسية التي تحمل ملفات أغلبها ذات طابع اقتصادي مهم للعراق ولدولهم،حتى نادي ريال مدريد يبحث ملفات رياضية بنظرة اقتصادية مستثمرا في الطاقات العراقية الواعدة.وهو ما يؤكد إن نظرة العالم للعراق تغيرت الآن عما كانت عليه قبل سنوات،لأن الجميع يعرف جيدا إن للعراق أهمية كبيرة في المنطقة والعالم من جانب،ومن جانب آخر إن العراق يتطلع لحملة بناء وإعمار على مختلف الأصعدة وهذا ما يعني إن على دول العالم وقادتها الانفتاح على العراق بشكل كبير جدا من أجل مصالح دولهم وشركاتهم واقتصاد بلدانهم.وأيضا من أجل استقرار المنطقة التي عانت كثيرا من ويلات الحروب.
ونحن ندرك جيدا إن للعراق مكانته التي يعرفها القاصي والداني،هذه المكانة التي ربما تراجعت في السنوات الماضية بسبب ظروف الحرب على الإرهاب،لكننا نجد اليوم إننا نستعيد دورنا الحيوي ليس في منطقتنا فقط ،بل أبعد من ذلك.والعراق يمكنه إن يلعب دورا إيجابيا كبيرا في تخفيف الكثير من أزمات المنطقة خاصة وإن للعراق سياسية ثابتة تتمثل بالحياد الإيجابي والابتعاد على سياسية المحاور وهو ما يجعله قادرا على لعب دور الوسيط في قضايا عديدة وأن تكون بغداد نقطة التقاء الفرقاء.
لذا نجد إن قادة العالم الذين زاروا العراق في الأشهر القليلة الماضية شاهدوا الوجه الآخر للعراق الذي يتطلع لبناء دولة وتنفيذ مشاريع اقتصادية كبيرة ومهمة وإستراتيجية،وجه العراق الحقيقي الذي حاولت الكثير من الأجهزة الإعلامية في السنوات الماضية أن تصوره عكس ذلك،لكن العراق اليوم كما يراه العالم هو عراق التسامح والبناء والتطلع لمستقبل زاهر لشعبه وشعوب
المنطقة.
ونلاحظ اليوم بأن علاقات العراق الدولية تتسع وبات العراق من البلدان القادرة على بناء علاقات دولية متينة وفق ضوابط العلاقات الدولية التي تسعى لتعزيز مكانة العراق ودوره من جهة ومن جهة ثانية انفتاح العراق دولياً بما يعزز من فرص التنمية والتقدم في البلد،خاصة وإن العراق يحتاج لتعاون المجتمع الدولي معه في مجالات عديدة أهمها ما يتعلق بالطاقة والاستثمارات التي تعزز من شراكة العراق مع الكثير من دول العالم سواء العربية أو الأوربية أو غيرها.
لهذا إن زيارات رؤساء الدول للعراق لا تمثل نجاحا سياسيا فقط بل نجاحا أمنيا واقتصاديا للعراق في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة من جهة ومن جهة ثانية تؤكد إن مستقبل العراق يبشر بالخير والتفاؤل خاصة بعد أن تمكن العراق من أن يستعيد دوره في المنطقة متجاوزا الكثير من العقبات في مقدمتها الإرهاب الذي اندحر في العراق وتلقى هزيمة ساحقة،وفي سوريا يعيش ما تبقى له من لحظات،وبالتالي نجد ان المنطقة تسير نحو الاستقرار الذي يعني تفعيل التنمية في بلدنا.