طارق ذياب في ملاعبنا

الرياضة 2022/03/01
...

كاظم الطائي

فِي بدايات العقد الثمانيني من القرن الماضي تداول بعض عشاق الكرة في بلدنا خبر قدوم اللاعب التونسي طارق ذياب للعب مع أحد أنديتنا في الدوري العراقي ونشرت ذلك إحدى صحفنا المحلية وسط اهتمام جماهيري بحضور لاعب عربي كانت له بصمة في مونديال الأرجنتين في العام 1978 .
لم يدم الخبر طويلا وسرعان ما نفته المصادر المعنية وتحدثت عن اسم آخر من التوانسة المقيمين في العراق أبدى رغبته بتمثيل أحد أنديتنا ولم تصح أنباء متداولة عن فرصة تواجد اللاعب طارق ذياب بدمه وشحمه وتاريخه في ملاعبنا آنذاك وكان حينها في برج سعده وذاعت شهرته الآفاق وحصل على لقب أفضل لاعب تونسي في القرن العشرين ونال الكرة الذهبية الافريقية .
الأداء المرموق الذي أداه منتخب الأشقاء في مجموعته في مونديال الأرجنتين والدور الذي اضطلع به ذياب كصانع ألعاب مهد لأول فوز عربي في كأس العالم على المكسيك بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف والتعادل مع منتخب المانيا الغربية صاحب لقب البطولة السابقة في عقر داره في العام 1974 والخسارة بصعوبة أمام بولندا في أوج تألقها بهدف لأسطورتها لاتو منحت الشهرة والأضواء لنجوم الكرة التونسية وباتوا محل اعجاب وتقدير الجماهير العربية والقارة السمراء والعالم أجمع .
في المرحلة التي تفوقت فيها كتيبة المدرب عبد المجيد الشتالي الذي قاد منتخب بلاده في ذلك المونديال كانت أسهم كرتنا تصنع انطلاقتها العربية والقارية عبر مواهب شبابية فازت ببطولة آسيا للشباب في الكويت عام 1975 مناصفة مع المنتخب الايراني و1977 في طهران و1978 في بنغلاديش وكأس العالم العسكرية في 1977 و1979 وذهبية اسياد نيودلهي 1982 وذهبية الدورة العربية 1985 وكأس العرب في العام 1985 لتتم الخطوة الأهم ببلوغ مونديال المكسيك في العام 1986 بعد مضي 8 سنوات على وصول منتخب تونس للمونديال .
طارق ذياب وكتيبة الأشقاء المبدعة أصبحا مثلاً أعلى للاعبينا الذين توافدوا تباعا لارتداء قميص المنتخب الوطني لتطلق أسماء مثل عناد عبد وحسين سعيد وأحمد راضي وعلي حسين شهاب وعدنان درجال وكريم علاوي وخليل محمد علاوي وكريم صدام وباسم قاسم وضرغام الحيدري وكاظم وعل وناظم شاكر وغانم عريبي وصباح عبد الحسن وحارس محمد وعلاء كاظم وحبيب جعفر وليث حسين وسعد قيس وسمير كاظم وراضي شنيشل وقائمة طويلة من المبدعين مواهبها في الملاعب الدولية وتسنى لبعضهم الاحتراف وأكمل جيل آخر طريق التميز وتوجوها بلقب كأس الأمم الآسيوية وغرب القارة ورابع أولمبياد أثينا ورابع مونديال الشباب وبطولة آسيا دون 22 عاما وغيرها من ألقاب .
يبدو أن كرتنا بحاجة إلى مثل أعلى من جديد يعيد التجربة التونسية وصانع ألعابها طارق ذياب في ملاعبنا وهناك أسماء قابلة للتداول وبث ألقها في نفوس لاعبينا بعد تراجع النتائج وغياب المواهب منذ عقد وعسى أن تتكلل الرغبات وتسفر الأمنيات عن نموذج مشرق آخر يقدم لنا تشكيلة لا تقل شأنا عن نجوم الأمس وكرتنا ولادة بالمبدعين والخامات المبدعة أليس كذلك ؟