بايدن و{أبو خنجر}

آراء 2022/03/01
...

 حمزة مصطفى
 
لا أعتقد أن أحدا من القراء لا يعرف "سالفة" أبو خنجر.
 لذلك سأتجاوز تفاصيلها التي تدل في النهاية أن من يتحزم بـ "خنجر" قد لا يجيد استخدامه حين يتعرض لخطر حتى لو وصل هذا الخطر الى .. عظم الترقوة. 
لذلك حين سأله المعتدي ماذا تفعل بالخنجر كان جوابه الى.. اليوم الأسود. 
هذا ينطبق على ساكن البيت الأبيض الذي لم ينفع خنجره في هذا اليوم الأسود الذي فرضه عليه وعلى الزعماء الأوروبيين ومعهم الرئيس القائد المسكين زيلينسكي رئيس أوكرانيا الرئيس بوتين. 
أما هذا الرئيس فـقصته قصة. ممثل كوميدي ارتقى الى سدة الرئاسة وفي ذهنه أن كل شيء يمكن أن يكون تمثيلا في تمثيل. 
وإنه في حال ارتدى بزة الجنرال فليس لأنه سيواجه جيشا جرارا، عرمرما إنما مشهد في فيلم أو مسلسل. 
فإذا كان زيلينسكي يجيد التمثيل وبخاصة الكوميدي منه وهو ربما أصعب أنواع التمثيل فإن بطل الفيلم فلاديمير بوتين لا يعرف "الجك من البك" من التمثيل.
فهو جاد.
وجهه حاد الملامح.
نظراته ثاقبة تشبه رصاصة حين تنطلق حسب وصف زميلنا عبد الهادي مهودر الذي شاهد بوتين عن قرب خلال زيارة لأحد رؤساء وزرائنا الى روسيا. 
نعود الى الرئيس الأميركي جو بايدن.
فهذا الرجل ينتمي الى جيل أقدم من جيل بوتين ولكنهما بتفاوت في العمر والتجربة جزء من الحرب الباردة، التي نشبت بين بلديهما منذ منتصف أربعينات القرن الماضي الى أوائل تسعينات القرن الماضي.
الفارق هنا بين الزعيم والموظف. 
بوتين زعيم بصرف النظر إن كان ذلك ميزة أم مصيبة.
بايدن موظف "مسلكي" تدرج في المواقع والمهام حتى أدركه منصب الرئيس بعد نصف قرن من ممارسته مهنة السياسة.
ماذا يعني هذا الفارق؟
إنه يعني الكيفية التي يتعامل بها كل منهما مع المنية إذا أنشبت أظفارها "على كولة" أبي ذؤيب الهذلي. 
وها قد أنشبت أكبر منية يمكن أن تهدد البشرية. بوتين مضى ظافرا لايلوي على شيء. أما بايدن بقي يهدد ويتوعد "أذبح أصلخ". 
بوتين لم يصدق.
الذي صدق زيلينسكي حيث خدعه الخنجر الطويل العريض الذي كان يتحزم به بايدن.
ليلة الغزو نام زيلينسكي على فراش وثير. كان الغطاء وعود بايدن. 
عند الصباح حيث يحمد القوم السرى اكتشف إنه كان نائما.. و"....." مكشف.