تحذيرات من ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان

الرياضة 2022/03/01
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
يَقول عارفون بالشأن اللبناني:إن المعنيين لا يكتفون باجترار ذات الأزمات الاقتصادية والسياسية على اللبنانيين بل يسعون لابتكار أزمات جديدة أو استيراد أخرى ليبقى المواطن يعيش اللحظة المأزومة وتداعياتها، الأزمة الروسية الأوكرانية كانت لها بهذا الصدد بصمتها القاتمة في لبنان إذ قوبل بيان وزارة الخارجية اللبنانية بزوبعة من الانتقادات الواسعة، بينما تفيد المعلومات بأن المحروقات ستشهد زيادة كبيرة، ولاسيما قنينة الغاز الذي سيرتفع سعرها لحدود الـ 600 ألف ليرة أي إنها ستقضم نصف راتب الكثير من اللبنانيين.
ووفقاً لتحذيرات مصادر في القطاع النفطي اللبناني أمس الاثنين بأن الزيادة هذه المرة بفعل عامل خارجي حيث ارتفع سعر النفط عالمياً بشكل كبير جداً، بعد الأزمة الروسية الأوكرانية وهو ما سينعكس سلباً على لبنان.إلى ذلك أعرب السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، عن دهشته من بيان وزارة الخارجية اللبنانية؛ مشدداً على أن "بيان الخارجية اللبنانية لا يراعي العلاقات الثنائية الودية التاريخية بين البلدين"، لافتاً إلى أنه "لن يؤثر في علاقتنا، وفي الأيام الصعبة نعرف من معنا ومن ضدنا"، وإذ أوضح بأن "روسيا لا تنتهج سياسة عدائية تجاه أوكرانيا"، أكد أن "بلاده تمارس حقها القانوني في حماية أمنها القومي والمواطنين الروس في دونيتسك ولوغانسك".وتساءل مراقبون إن كان وزير الخارجية عبدالله بو حبيب قد اجتهد في إصدار بيانه الشديد اللهجة من دون الرجوع لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أو رئيس الجمهورية ميشال عون،أم إنه أصدر البيان المذكور بعد التنسيق معهم، بوحبيب حاول أن يتحمل وحده وزر البيان الذي اختلف كثيراً عن البيان الذي تلته مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة آمال مدلّلي حول موقف لبنان من الاجتياح الروسي، ولدى مطالعة البيانين نجد تبايناً عميقاً بينهما الأمر الذي يطرح علامات استفهام كثيرة. وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أدانت في وقت سابق اجتياح الأراضي الأوكرانية، ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً، وقالت في بيان لها: "إن لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية"، داعيةً روسيا إلى "وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحل النزاع القائم"، في الغضون حاول الرئيس اللبناني ميشيل عون التخفيف من حدة تبعات بيان الخارجية بتأكيده أن "موقف لبنان واضح لجهة ضرورة حلّ الخلافات بالحوار، ولا سيما أنّ لبنان واجه خلافات ومواجهات أمنيّة صعبة انتهت كلّها بالحوار. لذلك لبنان مع التفاوض السياسي لحلّ النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا". في السياق،انتقد النائب حسن فضل الله بيان الخارجية اللبنانية بقوله:إن "الموقف الرسمي يعبِّر عن الدولة ويلزمها بتبعات، ولذلك له آلياته الدستورية والقانونية، ومن يُقرِّره هو الحكومة مجتمعة"، مضيفاً: "لأنَّ لبنان الرسمي على علاقة مع روسيا وأوكرانيا كان الموقف منهما يحتاج إلى دراسة متأنية داخل الحكومة وفق الأصول، وأن يعتمد لغة دبلوماسية تُبقي لبنان قادرا على التعاطي مع الطرفين، بل وحتى القيام بمبادرات إيجابية على المستويات السياسية والإنسانية، ولا يتورط بما صدر من لغة حادة لم يصل إليها أي بيان عربي في موقف يتم توظيفه لجعله جزءاً من الاصطفافات العالمية، من دون قدرة على التأثير، وتُعرض علاقاته الرسمية ومصالح شعبه لأضرار".