36 مليون دولار من السعودية للإغاثة

الرياضة 2022/03/02
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
مؤشرات لها دلالتها شهدتها الساحة اللبنانية خلال الـ24 ساعة الماضية ويمكن أن تكون لها آثارها على اللبنانيين، فالمملكة العربية السعودية التي فضلت طيلة الأشهر الماضية اتباع سياسة النأي عن المشهدية اللبنانية، يبدو أنها عادت من خلال البوابة الإنسانية ومن خلال تواصل سفيرها البخاري مع الفعاليات (السنية)، مما كان له الانعكاس الإيجابي بأن الرياض "لا يمكن أن تترك بيروت مهما كان السبب" كما عبر مصدر مطلع لـ «الصباح» أمس الثلاثاء. 
مراقبون في بيروت فسروا الأمر بأنه "تمهيد سعودي لإعادة توليفة الساحة (السنية) لبث روح التنظيم في صفوفها مجدداً استعداداً للاستحقاق الانتخابي يوم 15 آيار المقبل، وأن السعودية كانت غير راضية عن أداء زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وهي اليوم بصدد تهيئة السنة ليكونوا في حالة جهوزية للانتخابات من خلال التحرك إنسانياً في هذا الظرف اللبناني العصيب"، وكانت "السعودية وفرنسا قد بحثتا الأوضاع في لبنان وكيفية دعم الشعب اللبناني، وتوافقا على تمويل مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني"، وتشير المعلومات إلى أن" الدعم السعودي الفرنسي سيسهم في تمويل المنظمات لتوزيع حليب الأطفال والغذاء في لبنان، وسيتجه إلى بعض المنشآت التعليمية في لبنان، وسيهتم بالمساعدة المباشرة لمستشفيات ومراكز رعاية، وسيأتي على شكل مشاريع خيرية وإنسانية"، ووفقاً لقناة "العربية" فإن "السعودية ستتبرع بـ36 مليون دولار للبنان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة". في السياق نفسه أكد النائب فؤاد مخزومي أمس الثلاثاء أن " السعودية تثبت مجددا أنها السند والداعم الأكبر للشعب اللبناني. مملكة الخير والعطاء من دون مقابل تخصص عبر مركز جلالة الملك سلمان 36 مليونا لإغاثة اللبنانيين، وهذا دليل قاطع على حرصها على استقرار لبنان وتحسين أحوال شعبه. شكرا  للسعودية ملكا وحكومة وشعبا"، في التوازي فاجأ السفير السعودي في بيروت الذي يتواجد الآن في الرياض وليد البخاري أغلب (الشخصيات السنية المهمة)، بالاتصال بهم وتقديم التبريكات من قبل القيادة السعودية  بمناسبة الإسراء والمعراج، وكان البخاري قد أحجم عن التواصل مع تلك الشخصيات منذ فترة ليست بالقصيرة توازياً مع حالة عدم الرضا التي كانت تبديها الرياض حيال الوضع في 
لبنان. في الغضون قطع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب اللغط وحسم الأمر ليؤكد في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء، أن بيانه حيال الأزمة الأوكرانية كان يحظى بمباركة الرئيسين عون وميقاتي بقوله: إن "اللبنانيين عانوا من الغزو والاحتلال، وبالتالي كان من الطبيعي أن نتخذ موقفا مبدئيا باستنكار الاجتياح الروسي لأوكرانيا واحتلال هذا البلد"، مضيفاً "أنه موقف بديهي ينسجم مع اقتناعنا بأنه لا يجوز أن تدخل أي دولة إلى دولة أخرى لتحقيق أهدافها، وأنا أعارض شن الحروب بحجة الدفاع عن مصالح معينة، وإلا فإننا نعطي ذرائع للآخرين باحتلال بلدنا أيضا تحت شعار حماية الأمن القومي أو المصالح الستراتيجية"، وتساءل بو حبيب: "هل يمكن أن أتخذ موقفا من هذا النوع على عاتقي الشخصي؟ إن ما صدر عن وزارة الخارجية يعبّر عن موقف الدولة اللبنانية، وتحديدا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إضافة إلى الوزير المختص، وليس صحيحاً أن الرئيس ميشال عون تَنصّل منه بل هو اتصل بي وهنّأني وأبدى دعمه لي، وكذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يتنصّل من البيان، ودوري كوزير للخارجية هو أن أعبّر عن الموقف الرسمي الذي تقرر اعتماده في نهاية المطاف".  إلى ذلك  نقلت مصادر مطلعة على المحادثات بين صندوق النقد الدولي ولبنان أن "الصندوق طلب من لبنان الوفاء بسلسلة من الشروط المسبقة قبل التفاوض بشأن خطة الإنقاذ ، مضيفة أن الضغط من أجل اتخاذ خطوات فشلت بيروت منذ فترة طويلة في الوفاء بها وزاد الشكوك حول إمكانية الاتفاق على خطة إنقاذ"، وتضيف المصادر "أنهم يقولون قبل إجراء مزيد من المناقشات، توصلوا إلى إجراءات" .