أخطاء السياسة في إنتاج الحرب

آراء 2022/03/02
...

  سعد العبيدي 
 
انتهت أو تُوجت جهود السياسة لعدة سنوات بين الروس والاوكرانيين بدخول الروس الأراضي الأوكرانية، وقصف أهداف عسكرية وستراتيجية للدولة الأوكرانية في حرب اجتياح كان وما زال ميزان القوى في ساحتها بين الجانبين مختلاً بقدر كبير لصالح الروس، الذين ينوون تحقيق أهدافهم في حماية أمنهم القومي، بوسائل الحرب. 
هذا وبالنظر إلى هذه الحرب يتبين أن الأوكرانيين قد أخطؤوا في موضوع تجنبها سياسياً مرتين، إذ وفي المرة الأولى تنازلوا عن قوتهم النووية التي يقدرها البعض ثالثاً على العالم في مخزونها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي لمجرد تعهدات بحماية أوربية أثبتت معطيات الحرب أنها كانت مجرد وعود وتوجهات شجب واستنكار وتضامن لفظي، لم ترق إلى مستوى الردع الكافي لمنع الروس من شن الحرب، ولم تصل حدود التقديم الفعلي لمساعدات عسكرية تمكن الكرواتيين من صد الهجوم الروسي على أراضيهم، وأخطؤوا في المرة الثانية بخروجهم من خانة الحياد في الصراع بين الروس والأميركان، إذ ابتعدوا عن الروس المجاورين لحدودهم، واقتربوا من الأميركان البعيدين آلاف الكيلومترات، بل وأعلنوا الرغبة في الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي الذي يعني جلب قوات الحلف إلى حدود روسيا، الأمر الذي يتحسس منه الروس، ويقاتلون بشراسة للحيلولة دون حصوله.
أخطاء السياسة الأوكرانية التي أدت إلى نشوب الحرب، ترجع وبما لا يقبل الشك إلى عدم كفاءة الساسة الأوكرانيين الذين فشلوا في تجنيب بلادهم الحرب، وتؤشر في الوقت ذاته الى أن الفشل في تجنبها يرجع إلى قلة التجربة السياسية لحزب حاكم شكله ممثل كوميدي شاب (فلودمير زيلنسكي) لأغراض انتخابية، بنى في تشكيله الأفكار على التعاطف الجماهيري معه كممثل قادر على تقديم السعادة، وليس سياسيا يمكنه تجنيبهم ويلات الحرب، وتؤشر كذلك الى أن المراهنة على الغرب، والأميركان على وجه الخصوص، والاتكاء عليهم في قضايا الصراع مع الجار والقريب، خطأ ستراتيجي قاتل، أو كما قيل كمن يلتحف بلحاف ويبقى 
عارياً.