عاصفة الميناء

الرياضة 2022/03/02
...

خالد جاسم
*لا أدري لماذا وأنا استرجع عروض ونتائج  فريق نادي الميناء البصري في الأدوار المتتالية لدوري الكرة الممتاز، تذكرني بالثائر الفرنسي الشهير جورج جاك دانتون عندما قال وهو أمام مقصلة الإعدام ( إن الثورة تأكل أبناءها )، مستكملاً المثل الفرنسي القائل ( من السهل أن تبتدئ الثورات ولكن من الصعب أن تنهيها بسلام ) وبطبيعة الحال لاعلاقة هنا بالثائر الفرنسي والثورة الفرنسية وحكاية المثل الفرنسي بالبصرة وناديها العريق الميناء، لكني استذكرت هذه المعلومات المبتسرة من بطون كتب التاريخ عندما أضع صورة المشهد الذي لايخلو من دراماتيكية في هذا النادي الكبير الذي كأنه يعيش بين حين وآخر مايشبه الثورة، والثورة المينائية هنا بالطبع ليست استثناء في تاريخ الثورات الرياضية التي شهدها التاريخ الرياضي الحديث، فهي كما كل الثورات التي مرت عبر التاريخ لم تخل من القسوة والفوضى والخلاف ما بين ثوار الأمس وأخوة التاريخ والمجد الذي صار أطلالاً للأسف لأن نجوماً ساطعة في سماء الكرة العراقية من طراز الشقيقين عبد الرزاق وهادي احمد وجليل حنون وعلاء احمد ورحيم كريم وغيرهم تناوبوا بشكل أو بآخر على صنع الأزمات وكل حسب طريقته , والأزمة الحالية على صعيد مأزق فريق الكرة ماهي إلا نتاج هذا الأرث الحزين في العلاقات التي نسفت ما بين رفاق ثورة التغيير والقيادة لهذا النادي وهم أخوة الأمس في صناعة أمجاد الميناء وصاروا بنسب متفاوتة ودرجات مختلفة بالتأكيد أشبه بالأخوة الأعداء وسط تجاذبات ومتناقضات إذا لم تجد حلولاً واقعية حاسمة وسريعة فربما تؤدي إلى منزلقات خطيرة قد تترتب عليها تداعيات لاتحمد عقباها في ظل تعنت أبناء النادي الكبار وأصرارهم على رفع رايات التسقيط بحق بعضهم على حساب سمعة الرياضة البصرية والمكانة الأثيرة للميناء الذي لايفكر  أي احد بالتضحية بالمناصب والمنافع والامتيازات من أجل صموده واستمرارية دوران عجلة الرياضة فيه وفي مقدمتها كرة القدم حيث صار حال الفريق الكروي في موقف لايحسد عليه على الاطلاق.  والأمر المحزن بل والمؤسف هو أن يلجأ الأخوة - الأعداء من الأسماء التاريخية الكبيرة إلى طريقة الضرب تحت الحزام وتغذية نار الخلافات المستعرة في ما بينهم من قبل شخوص وجهات طامعة بالنادي ويريد كل منها الركوب على موجة الأزمة تحقيقاً لمبتغاه من دون أن يعي الكبار من أبناء الميناء خطورة الحال وانعكاساته المؤذية ليس على واقع النادي الكبير بل وعلى مكانتهم وسمعتهم الرياضية التي كنت أتمنى على أهل الحكمة والعقل في الرياضة البصرية بل وحتى في المؤسسات الرياضية المركزية التحرك في مبادرة حقيقية وفاعلة من أجل جمع الفرقاء المختلفين من أبناء النادي على طاولة الحوارالموضوعي والصراحة المبدئية من أجل تجاوز الخلافات ونبذ الفرقة والعمل بروح رياضية متجردة عن الأنا والمصالح والمناصب والتوصل إلى مقاربات وقواسم مشتركة عنوانها العريض مصلحة الميناء قبل مصلحة هذا وذاك لأن من شأن ذلك قطع الطريق على المتربصين والطامعين من خارج أسوار الميناء وفي الوقت ذاته تقوية مركزية القرار في النادي أمام الوزارة المعنية وشركة الموانئ كي تتمكن الأخيرة من تأدية التزاماتها المادية والاعتبارية تجاه النادي ورياضييه وليس وضعها في المنطقة الرمادية الوسطى التي يدفع النادي فواتيرها بشكل باهظ يوماً بعد آخر وماحدث لكرة الميناء هو أسطع دليل .