الأحزاب اللبنانية تطلق ماكناتها في سباق انتخابي شرس

الرياضة 2022/03/05
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
قبلَ 10 أيام من الموعد المقرر لإقفال أبواب الترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة انخرطت الأحزاب والقوى اللبنانية في ورش استعدادات واسعة لذلك الاستحقاق، وأطلق العديد منها ماكنته الانتخابية ولائحة الترشيحات، بينما تصاعدت أصوات في الضفة الأخرى تشير إلى  ما تسميه بـمحاولات "تطيير الانتخابات" لأسباب مختلفة، في وقت حذّر فيه مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان من اندلاع مواجهة عسكرية ستكون نتائجها "كارثية" على لبنان!.
ولا يعوّل المراقبون في لبنان على الانتخابات القادمة بأنها ستحمل التغيير الذي يصبو إليه اللبنانيون في ضوء التشابك الصلب بين السياسي والطائفي في تركيبة المنظومة السياسية الأمر الذي يجعل من اختراق تلك التوليفة يبدو في غاية الصعوبة، وفي السياق ذكرَ الزعيم الماروني سليمان فرنحية أمس الجمعة أنه "لن يكون هناك تغيير ستراتيجي في الانتخابات فالنظام الحالي يمنح الطوائف إمكانية ضرب الميثاقية والرئيس عون انتخب بالثلث وليس بالنصف"، بينما أفادت معلومات صحفية في بيروت بأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يسعى إلى الترشح إلى الانتخابات القادمة في طرابلس من دون أنيثير حفيظة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وبرغم أن ميقاتي يشهر بطاقته المستقلة وبالتالي هو يؤكد بأنه غير معني بتوجيه الحريري بعدم الترشح لكنه يدرك هوى زعيم تيار المستقبل ورغبته بأن تشهد انتخابات آيار (مقاطعة سنية) لذا عقد ميقاتي عدة اجتماعات الأسبوع الماضي، التقى فيها  رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري وآخرين، للتداول في موضوعة الانتخابات وموقف السنة وإمكانية الترشح وذكرت المعلومات أن "ميقاتي كان يحاول تحفيز السنيورة واحمد الحريري للضغط على سعد الحريري للعدول عن قراره بالمقاطعة، أما السفير والقاضي في محكمة العدل الدولية نواف سلام، فلم يحسم موقفه لحد الآن وإن كانت المعطيات ترجح عدم ترشحه، لأنه زار بيروت مؤخراً في رحلة استكشافية، وكانت له خلالها لقاءات مع السنيورة ومع وليد جنبلاط ورئيس الماكينة الانتخابية السابق في المستقبل سليم دياب، للتشاور في إمكان ترؤسه لائحة انتخابية، بالتوازي مازالت الأصوات ترتفع من هنا أو هناك محذرة من مساعٍ لـ" تطيير" الانتخابات وترى أوساط سياسية أن إصرار الرئيس اللبناني ميشيل عون ومعه رئيس التيار العوني جبران باسيل على اعتماد "الميغا سنتر" هي محاولة للحيلولة دون حصول الانتخابات في آيار المقبل لتعذر الإمكانات التقنية كما أكدت وزارة الداخلية على اعتماد الميغا سنتر، حيث أشارت معلومات حصلت عليها "الصباح" إلى أن وزير الداخلية رفع دراسة إلى الحكومة تفيد بتعذر تطبيق الميغا سنتر لسببين أولاً،عدم توفر السيولة النقدية لتغطية ذلك وثانياً، لأن الفترة الزمنية التي باتت تفصلنا عن تأريخ الانتخابات في 15 آيار المقبل هي فترة قصيرة جداً ولا تسمح لنا بتهيئة الإمكانات الفنية لذلك وهو الأمر الذي يرفضه التيار الوطني الحر ويتمسك بطلبه اعتماد الميغاسنتر، والميغاسنتر هي مراكز يتم انشاؤها في مناطق الناخبين اللبنانيين ليتسنى لهم الانتخاب في أماكن سكنهم إذا ما تمّ اعتماد الهويّة البيومتريّة أو التسجيل المسبق لِمَن يرغب بالاقتراع في مكان سكنه، وبالتالي فأن لبنان سيكون بحاجة إلى انشاء 10 مراكز ميغاسنتر يستوعب كل مركز 50 ألف ناخب، مما يسمح لنحو 500 ألف لبناني بالتصويت في أماكن سكنهم، بدوره الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله استبعد مسألة "تطيير" الانتخابات مؤكداً أن "البلد ذاهب إلى الانتخابات في موعدها، ونحن شكلنا ماكينات انتخابية والنواب في حزب الله هم جزء من الحزب وتركيبته ومسيرته وسقفهم ومشروعهم وضوابطهم هو حزب الله"، وأعلن السيد حسن نصر الله أسماء مرشحي حزبه للانتخابات النيابية 2022، وضمت معظم الوجوه المعروفة في تشكيلة كتلة (الوفاء للمقاومة) التابعة للحزب.. في غضون ذلك حذّر مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جلعاد إردان أمس الجمعة في بيان صحفي نقلته مواقع خبرية في بيروت من اندلاع مواجهة عسكرية ستكون نتائجها"كارثية" على لبنان، بسبب ما زعم بشأن مواصلة حزب الله نشاطه العسكري قرب الحدود بين الجانبين، وأشار أردان عقب اجتماع عقده مع قائد القوات الدولية المؤقتة "اليونيفيل" في لبنان اللواء أرولدو لازارو ساين إلى  أن  "التكثيف المستمر لحزب الله على حدودنا يمكن أن(يعيث فساداً في كل لبنان) "، معتبراً أن"استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مستقبلية من شأنها أنتجلب كارثة على لبنان".