اوقفوا الحرب

آراء 2022/03/06
...

 حسين الذكر
 
مع أننا كبشر نتعاطف فورا مع كل شعار يرفع بجنبة إنسانية وكردة فعل طبيعية تنسجم وتتماشى مع روح الانسان الخيرة وغريزته السمحاء. 
الا أن شعار «اوقفوا الحرب» المرفوع في اغلب وسائل الاعلام يحمل بين طياته بعض 
الغموض. 
فلماذا اوقفوا الحرب على سبيل المثال بدلا من أن يكون اوقفوا الحروب بكل مكان، فإن الانسان ضحية بكل زمكان، لا سيما الشعوب منه، بعيدا عن تبعات السياسة ومعطياتها وأدواتها ومخرجاتها الأهم الفكر الانساني الحضاري، الذي تسير بهداه البشرية وما ينتظر من قطار حضارته بلوغه وأين سيصل بنا. فلا فرق بين حرب وحرب ولا شرفية لدماء على حساب دماء 
أخرى. 
ثمَّ إن الشعار موجه بشكل عام دون الإشارة الى الجهات التي تمتلك قدرة بدء الحرب وخوضها وإيقافها، فصناعة الحرب والسلام لم تكن يوما عبثية ولا قرارا شعبيا ولا ردة فعل لدعوات وتضرع ودموع، بل هي إرادات سياسية واضحة المعالم في تقسيم حصص ما أو رسم خرائط أحدث لبقاع للعالم المنتشر من معمورته حتى حتى 
فضاءاته.
اوقفوا الحروب في كل مكان، دعونا نسهم معا في صناعة الانسان، ونجدد حضارته بما يؤمن حياة الشعوب ويرشد العقل السياسي القائد كي نسير بمأمن من خطورة مستشرية قد يكون سببها طغيانا أو بركانا في رأس من يمتلك ادوات الموت والدمار.
لا سيما أن عالم  الألفية الثالثة يختلف جذريا عن بقية العوالم 
السالفة. 
فانتشار الأسلحة النووية والبايولوجية وما بعد الحداثة. مما لم ينشر حتى الآن. 
يحتمل أن يكون مروعا بل خرافي ومهول في السحق والقتل والدمار والعودة بنا الى جذور التخلف في أعماق 
التاريخ.
الخطاب يجب أن يوجه لوقف جميع الحروب، والدعوة بدل ذلك لسيادة السلام وتربع الأمن في ربوع الإنسان ومرابعه بكل أوجهه ومعانيه لا نستثني من ذلك أحدا، فالانسان أخو الانسان،  بمعزل عن هويته ودينه وعرقه وثقافته، وكلنا شركاء وخلفاء لأسلافنا ونسير باتجاه عقارب ساعتنا المحتومة، التي نتمنى أن تكون خيرا وسلاما وأمنا يعبر عن إبداع الفن وأخلاق الشجعان وسير العظام ودماء المضحين وعبقرية  علم العلماء ومدادهم الذي أنار لنا الطريق، وها هي البشرية تتوسم سماع صوت الضمير قبل ان يحتم المصير.