بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

يَعيش تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، وضعاً معقداً لعله الأسوأ في تأريخه عقب قرار العزوف ومقاطعة الحياة السياسية في لبنان؛ الذي أعلنه زعيمه، وطلب من «المستقبليين» المقاطعة، ومن يرغب بخلاف ذلك فليقدم استقالته، وعلى أثر ذلك حصل شرخ كبير بين الحريري وأغلب القيادات، وهنا برزت نزعة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بعدم ترك الفراغ، وثمة من يشير إلى تطلعه لخلافة الحريري بانتظار الضوء الأخضر السعودي.

تطور لافت آخر سجله (البيت المستقبلي) ليضيف حلقة بارزة إلى سلسلة الإرباك التي يعيشها التيار الأزرق تمثلت باستقالة نائب رئيس التيار الدكتور مصطفى علوش والذي تعرض إلى هجوم لاذع من قبل جمهور المستقبل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما حدا بالتيار إلى إصدار بيان يتمنى فيه "على المناصرين وبعض المحازبين والناشطين على مواقع التّواصل الاجتماعي، الامتناع عن لغة التّخوين والاتّهام الّتي تتناول شخصيّات لها تقديرها واحترامها، مهما تباينت معها المواقف السّياسيّة"، وكان التيار قد كشف عن أنّ "‏النائب السابق مصطفى علوش تقدّم باستقالته من تيار المستقبل، في اتصال ‏أجراه مع رئيس الحكومة السّابق سعد الحريري. وقد قرر الحريري اعتبار الاستقالة ‏نافذة وأودع القرار الأمانة العامة للعمل بموجبها"، بينما اتهمت مصادر مستقبلية بأن الدكتور علوش منذ تعليق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لعمله السياسي، وهو مابرح يغرد خارج سرب المستقبل ويدلي بمواقف لا تتوافق مع مواقف الحريري".

وأشارت المصادر إلى وجود تناغم بين علوش وبين رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بحيث أشاد الأول بالثاني في أكثر من مناسبة، وإن السنيورة الذي جاهر بمشاركته في الانتخابات ربما يتحالف لاحقاً مع وليد جنبلاط ومع سمير جعجع مما أثار حفيظة جمهور المستقبل المتعاطف مع الحريري والذي يعتبر جعجع طعن برئيس تيار المستقبل، برغم أن الدكتور مصطفى علوش قد أعلن مراراً عن وجود اتصال مع الحريري وإن الأخير كان رافضاً لاستقالته، وعن تواصله مع رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الراغب بقوة في خوض  الانتخابات، لفت إلى أن ذلك يتم بدعم من المفتي عبد اللطيف دريان وباتفاق بين رؤساء الحكومات السابقين ‏رغبة من هذه المرجعيات بضرورة عدم ترك الساحة السنية فارغة أمام الطارئين والمستغلين.

و أكد علوش أنه قال للحريري إنه مقتنع بتوجه السنيورة، وبأنه سيقوم بتقديم استقالته، فرفضها رئيس تيار المستقبل غير إنه أصر على ذلك حتى تم قبولها، وبرغم أن بعض المصادر نفت أن يكون علوش في وارد الترشح للانتخابات النيابية المقبلة المقررة في الخامس عشر من أيار المقبل، غير أن المعلومات الأخيرة التي حصلت عليها «الصباح» أمس السبت تفيد بتوجه قوي من قبل علوش لتقديم أوراق ترشحه في دائرة طرابلس/ المنية الضنية، ويبدو أن هذا القرار جاء بعد التشاور مع السنيورة الذي أجرى هو الآخر حزمة مشاورات مع  الفعاليات البيروتية وما يسمى باتحاد العائلات قبل بلورة التوافق على ضرورة خوض الانتخابات في بيروت  "لأنه من غير المنطقي ترك الساحة السنية فارغة" كما أكد المفتي عبد اللطيف دريان، في السياق نفسه كانت للنائب بهية الحريري وهي عمة زعيم المستقبل، وابنها الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري زيارة سريعة إلى أبو ظبي عقدا خلالها لقاء تشاورياً مع الرئيس سعد الحريري لبيان موقفه مما يجري في تيار المستقبل ووفقاً لما رشح من تسريبات فان الأخير أكد لهما تمسكه بموقفه من الانتخابات النيابية، وبأن على كل شخص يرغب بالمشاركة في الانتخابات تقديم استقالته كما ورد في تعميم سابق.