السياحة والدخل الوطني

آراء 2022/03/07
...

  محمد صادق جراد 
 
تعتمد الكثير من دول العالم على السياحة كرافد لدعم وزيادة الدخل الوطني وتعتمد بعض الدول على السياحة كمورد رئيس لدخلها الوطني، ومن هنا تأتي أهمية السياحة باعتبارها مصدرا مهما لتنويع الدخل وتسهيل دخول العملة الأجنبية إلى البلاد، إضافة إلى تشغيل الأيدي العاملة.
العراق أحد أبرز الدول التي تمتلك المواقع الأثرية والتأريخية والأضرحة والمقامات الدينية، التي يقصدها السياح من داخل وخارج العراق، إلا إننا لا نمتلك مقومات السياحة ويغيب الاهتمام بهذا الجانب المهم، ما يجعل الحكومة أمام مسؤولية وضع الخطط الستراتيجية بعيدة المدى، لتوفير مقومات السياحة كالبنى التحتية والمطارات والشوارع والفنادق والاتصالات ووسائط النقل الداخلية، إضافة إلى تسهيلات مصرفية للسائح والاهتمام بالمرافق السياحية وتخصيص إعلام خاص بها ومرشدين سياحيين اختصاص بهذا الجانب وتهيئة اجواء مناسبة لنجاح السياحة في العراق، لتكون موردا جديدا للدخل الوطني وعدم الاعتماد على النفط كمورد وحيد للدخل الوطني. 
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أننا لا يمكن أن نحصر أهمية السياحة في كونها موردا ماليا للبلد المعني، بل يمكننا القول بأنها تسهم في الارتقاء بمستوى الشعوب وثقافتهم وتسهم في نشر ثقافتهم وتاريخهم وتقاليدهم إلى باقي دول العالم، وتخلق فرص عمل لأبناء البلد وتسهم في تنشيط التجارة والصناعة والاستثمار بما يخدم الجانب الاقتصادي والاجتماعي.
وإذا أردنا أن نتحدث عن السياحة الدينية في العراق، فنجد أن الزيادة الكبيرة في عديد الزائرين تجعل المؤسسات والوزارات المختصة أمام مسؤولية وضع ستراتيجية مناسبة لاستيعاب الزائرين في السنوات القادمة. فالمدن العراقية أصبحت تستقبل أعدادا كبيرة من الزائرين العراقيين والعرب والأجانب وبدون تخطيط حكومي مسبق، بالرغم من أن الدراسات التي أعدها المختصون وحسب نسب النمو السكاني، تشير إلى أن الأعداد ستزداد في السنوات القادمة إلى أرقام كبيرة، يجعل استيعاب المدن لهم أمراً صعباً للغاية، وهو ما يجعل المؤسسات الحكومية أمام مسؤولية الانطلاق منذ اليوم للإعداد للمواسم القادمة، لأن الخطط الستراتيجية تتطلب سنوات لإنجازها، اذ يتطلب الأمر إنشاء وتعبيد طرق جديدة وأنفاق وجسور تسهل دخول وخروج الزائرين، إضافة إلى الحاجة إلى تفعيل الصناعات المتعلقة بالسياحة الدينية وتطوير عمل الصحة والبلديات والأمن وجوانب أخرى، أصبحت اليوم بحاجة إلى تطوير وتفعيل وإعمار.