فيينا.. قبلة التسويات

آراء 2022/03/07
...

  محمد حسن الساعدي 
ينتظر العالم بأكمله ما ستؤول إليه المباحثات الجارية في فينا بكل تفرعاتها..  وبالرغم من أن المباحثات ما زالت جارية، وتركز حول ملف إيران النووي بين طهران والعالم أجمع، إلا أن هناك بادرة يمكن لها أن تكون تلميحا لانفراج قادم للأزمة.
من خلال المعطيات على الأرض يمكنا أن نفهم، أن اللاعب الدولي غيّر قواعد اللعبة تماماً، وابتدأها في الشرق الأوسط، فكانت البداية في الملف اللبناني، حيث عودة البنك الدولي لممارسة عمله في بيروت، وعودة نواب حزب الله اللبناني إلى ممارسة عملهم في مجلس النواب، بحجة الموازنة السنوية للبنان، ما يعطي رسالة أن الأوضاع في فيينا باتت تشرف على نهايتها.
الأمر المهم الآخر هو الملف الأوكراني الذي ألقى بظلاله على المشهد في العالم، وجعل أنظار البيت الأبيض تصوب نحو المواجهة المحتملة مع موسكو، ما يجعل واشنطن تسرّع من عملية التفاوض مع طهران، والتفرغ تماماً لهذه المواجهة المحتملة، كما أن العلاقات الخليجية مع طهران، باتت يسودها جواً من الدفأ، خصوصاً بعد زيارة الشيخ طحنون إلى الأخيرة، وإجرائه جولة من المشاورات لتقريب وجهات النظر، كما أن رفع الضغط عن النظام السوري، هو الآخر ألقى بظلاله على المشهد في المنطقة، ما يعني أن هناك صورة جديدة يراد لها أن تكون فيها، ولا ننسى أن الملف اليمني هو الآخر لم يغب عن فيينا، بل كان حاضراً وبقوة، فهو بات مرهقاً لجميع الأطراف المتصارعة هناك، ما يجعل فيينا قبلة لأي تسويات قادمة وقريبة في الشرق الأوسط تحديداً، والعالم 
عموماً. 
عراقيا طهران تمتلك مصالح ولديها حلفاء هناك، لذلك فإن أي تقدم سياسي في البلاد، يعني أن هناك انفراجاً في المشهد النووي الإيراني، ما ينعكس إجابا على الوضع السياسي الداخلي للبلاد، لذلك لم تتدخل طهران في ملف الانتخابات الأخيرة وتركت الأمر للقوى السياسية العراقية لحل مشكلاتها بنفسها، إضافة إلى انشغالها بملفها المعقد مع واشنطن..  ولكن في الآونة الأخيرة وما حصل من زيارة الجنرال إسماعيل قاني إلى النجف الاشرف ولقائه السيد مقتدى الصدر، لحلحلة أزمة تشكيل الحكومة وسط إصرار الصدر، على إبعاد جزء من قوى الإطار التنسيقي على حساب أطراف أخرى، ورفض الأخير لهذا المطلب، ووصول المباحثات بين الطرفين إلى طريق شبه مسدود.
رغم ما سبق لكن يبدو أن الوضع السياسي في البلاد، بات يقترب من الانفراج، خصوصاً مع وجود تقارب بين بين التيار الصدري والإطار، لكن ما زال يحتاج لإنضاج وعبور المرحلة لتشكيل الكتلة الأكبر، الامر الذي يجعل الوضع في البلاد مرتبطا تماماً، بما ستفرزه نتائج في مباحثات فيينا، والذي بالتأكيد سينعكس بالإيجاب على الوضع عموماً في المنطقة او العراق تحديداً.. أي تقدم في الملف النووي الإيراني، سيلقي بظلاله على المشهد في المنطقة عموماً، ويدفع باتجاه السير نحو التهدئة فيها، أو ربما برسم سيناريو جديد يحاك في الغرف المظلمة.