قبل أن يقع المحظور

الرياضة 2022/03/08
...

خالد جاسم
معَ انطلاق كل موسم كروي ومن خلال المسابقة الأكبر والأهم ..دوري الكرة الممتاز, تتضاعف فينا روح التفاؤل وتتسع مديات الطموح في إمكانية مشاهدة ومتابعة منافسات على قدر كبير من السخونة والإثارة المستندة على المستوى الفني المتقدم للفرق المشاركة التي يفترض أنها أعادت النظر في واقعها السابق وجهزت العدة والعدد من أجل إثبات الوجود والتنافس القوي على اللقب لاسيما وأن الكثير من إدارات الأندية قد تسلحت بخزانات متخمة وظفت في عملية احترافية وأن كانت ارتجالية بل وتقترب من العبثية عبر الاستعانة باللاعبين الأجانب عرباً وغير عرب مع استقدام الغث والسمين ممن يصنفون في خانة المدربين مع أن تركيز عدد من فرق الدوري كان من الممكن أن يعزز التطلعات في اتجاه حضور دوري ساخن وجدير بالمتابعة فعلاً حتى مع بقاء الواقع البائس لمعظم ملاعبنا الكروية التي تستضيف مواجهات الدوري وبلوغ عملية النقل التلفازي للمباريات إلى طريق متعثر في معظم جولات الدوري وهو أمر يفضح بالتأكيد سوء الإدارة التسويقية بشكل عام في واقعنا الرياضي وليس على صعيد كرة القدم فقط . 
ومع حضور بعض المؤشرات المتفائلة  إلا أن ماحدث في العديد من الملاعب ومباريات الدوري والذي تجسد بظهور بعض الإساءات المدانة والخروج عن الروح الرياضية من مختلف الأطراف قد أشعل في النفوس الخشية من تكرار مناظر مؤذية وصور مريعة لا أحد يتمنى حضورها وتناسلها في ملاعبنا الكروية التي طالما تلظت من عذابات الشغب وتكرار صور الإساءات بمختلف أشكالها وإشاعة منطق التعصب والروح الفاسدة في التشجيع ، وهذه الحوادث التي تكررت مرات عدة نمني النفس في كل موسم عدم مشاهدتها أو انحسارها في الأقل ، كانت تدق جرس الإنذار المبكر والخشية من تعاظمها في المستقبل خصوصاً عندما تشتد حمى التنافس وتقارب أرصدة الفرق المتقدمة ومعظمها تمتلك قواعد جماهيرية عريضة مع التمني في أن  يمضي قطار الدوري بنجاح على سكة الأمن والأمان في أدنى منسوب من القلق والخسائر وليس النجاح الفني وحده وهو أمر يتطلب حزمة إجراءات وقرارات انضباطية وتدابير عملية ليس باستطاعة اتحاد الكرة لوحده توفيرها بقدر ما تتطلب من تنسيق وتعاون مع الجهات المعنية التي نتمنى أن تتضافر جهودها من أجل إزالة كل صور ومناظر الإساءة وقلة الأدب في ملاعبنا الكروية الواجب أن تكون أنموذجاً في الأمن والسلامة وليس أن تعكس صوراً سيئة إلى العالم الخارجي بطريقة ترسخ الانطباعات الخاطئة التي رسمها الإعلام المضاد عن واقع الحال في بلادنا . ومن هنا فأن الجهات المعنية في العاصمة وكل المحافظات التي تحتضن منافسات الدوري هي المسؤولة بشكل كامل عن سلامة الملاعب والجماهير وكل أطراف تلك المباريات ومن دون تحشيد الجهود ورص الامكانيات وتوظيفها في خدمة هذا الواجب الوطني فاننا سنطلق رصاصة الفشل على الموسم الكروي كما سنغتال بأسلحتنا نحن وليس بسلاح المتربصين الآمال والتمنيات في رفع الحظر كاملاً
 عن ملاعبنا الكروية .