مطالبات بتأجيل الانتخابات النيابية في لبنان شهرين إضافيين

الرياضة 2022/03/09
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
لم تفلح زيارة مستشار الرئيس اللبناني للشؤون الروسية أمل أبو زيد إلى موسكو، في إقناع روسيا بالمسوغات والدوافع التي حدت بلبنان لاتخاذ موقفه المعروف من أزمة الصراع الروسي الأوكراني، ورغم أن بوزيد شرح خلفيات قرار لبنان ومرتكزاته المبدئية كما عبر؛ فإن موسكو كما أفادت المعلومات (قابلت ذلك باستياء واضح)، بينما شدد مندوب لبنان لدى الجامعة العربية على أن بلاده تعوّل على أشقائها العرب في مساعدتها على تجاوز أزمتها، في وقت طرح فيه وزير لبناني أمس الثلاثاء مسألة تأجيل الانتخابات!
 
وكان مستشار الرئيس اللبناني قد التقى قبل ثلاثة أيام الممثل الخاص للرئيس بوتين في الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، من أجل شرح أبعاد البيان اللبناني والذي وصف في حينه بأنه كان شديد اللهجة تجاه روسيا، وما زالت بيروت تحاول تدارك تداعياته بينما أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب بأن بيانه يعبر عن مبادئ لبنان الرافضة لسياسات الغزو وأنه تشاور بشأنه مع الرئيس ميشيل عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، موسكو من جهتها كما انتشرت تسريبات أمس الثلاثاء في بيروت فسرت الموقف اللبناني بأنه "جاء بضغط من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وهو الذي أوحى بصياغة البيان بالصورة التي (غير الدبلوماسية التي ظهر عليها)، في وقت أشارت فيه معلومات صحفية في العاصمة اللبنانية بأن السفير الروسي في بيروت قد أرسل بتقارير إلى موسكو بأن "جبران باسيل هو الذي أقنع الرئيس عون بالسعي لمحاباة واشنطن، وانتقاد الموقف الروسي"، وثمة تحليلات من مراقبين في لبنان تشير إلى أن (التيار العوني يعمل جاهداً على إرسال رسائل إيجابية إلى واشنطن من أجل رفع العقوبات المفروضة على رئيس التيار باسيل، وهو الأمر الذي نفاه التيار العوني)، بل إن الصحافة اللبنانية نقلت عن شخصية روسية رفيعة قولها "بأن موسكو غير مستغربة من تلقي ما أسمته بالطعنة التي تلقتها من بيروت، كسباً لرضا واشنطن، مادام هناك من تنازل  عن  الحقوق البحرية والثروة النفطية في سبيل مجاراة أمريكا" ، في إشارة إلى ما نقل عن موافقة الرئيس اللبناني ميشيل عون عن اعتماد  الخط 23 بدلاً من الخط 29 في مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل. وهو الأمر الذي قوبل بانتقادات واسعة في لبنان واعتبر تنازلاً غير مبرر، في الغضون خرجت إلى العلن لأول مرة في بيروت تداولات حكومية تشير إلى طرح موضوعة تأجيل الانتخابات النيابية في لبنان، وبرغم إشارة وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أمس الثلاثاء إلى أن "الحكومة ملتزمة بإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري والانتخابات لن تؤجل ولا دقيقة" ، فقد أفادت المعلومات بأن وزير السياحة اللبناني وليد نصار طرح خلال اجتماع حكومي أمس الأول الاثنين تأجيل الانتخابات النيابية لشهرين بغية تأمين الوقت الكافي لتطبيق (الميغاسنتر)، ووفقاً لمصادر محلية فإن الطرح جوبه برفض وزير الثقافة محمد وسام المرتضى بشكل قاطع مؤكداً عدم قبول تأجيل الانتخابات حتى ولو ليوم واحد، كل ذلك يجري في خضم تصاعد الهلع في مختلف المناطق اللبنانية من انقطاع المحروقات وغياب الطحين جراء الأزمة الأوكرانية،  وتجددت الطوابير أمام محطات تعبئة الوقود وسارع المواطنون إلى المخابز للظفر بأكياس الخبز وقد عمدت المخابز إلى عدم بيع أكثر من (ربطتي خبز) للمواطن الواحد، إلى ذلك تساءلت أوساط سياسية في بيروت عن إمكانية استثمار ترؤس لبنان الدورة الـ 157 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لتحريك عجلة الاهتمام العربي بالملف اللبناني الذي كما يبدو لا يحظى باهتمام يذكر في هذه المرحلة التي طغت عليها الكثير من القضايا الساخنة لاسيما الحرب الروسية الأوكرانية وما نجم عنها من تداعيات اقتصادية قاسية تتهدد العالم في صميم أمنه الغذائي، بينما أنفردت المبادرة الكويتية تجاه لبنان بتسجيل بصمتها من دون أن تلمس بيروت مخرجات ملموسة يمكن أن تخفف عنها حدة الأزمات الحادة التي تعانيها، مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية علي الحلبي بدوره أشاد بوقوف الكويت إلى جانب لبنان في جميع المراحل والأزمات التي مر بها. وأعرب الحلبي، لدى ترؤسه أعمال الدورة الـ 157 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، عن تقدير بلاده للمبادرة التي اطلقها أخيراً وزير الخارجية  الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد "وهي مبادرة ليست غريبة على الكويت"، وتوجه بالشكر لجهود الكويت في "إنجاح أعمال الدورة الـ 156 لمجلس الجامعة ومتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها" وأضاف " أن لبنان يعوّل على أشقائه العرب في مساعدته على تجاوز الأزمات التي يمر بها" وإذ وصف الحلبي أزمات بلاده بأنها "معقدة"، وأن" لبنان يواجه التحديات من الخارج وفي الداخل" ، أشار  إلى" استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وتماديها على أمنه واستقراره وسيادته براً وبحراً وجواً".