التجاوز على الشوارع

آراء 2022/03/09
...

 آية حسين 
 
عندما نسير في شوارع بغداد نعيش في حالة ترقب وخوف لحين الوصول لوجهتنا، بسبب سيرنا بجوار السيارات، كون أغلب الأرصفة المخصصة للمشاة، يتم استغلالها من قبل أصحاب المحال والمطاعم، فضلاً عن تحول الجزء الآخر منها إلى "كراجات" للسيارات ما يؤدي إلى حرمان المواطن ممارسة حقه الطبيعي والشرعي في استخدام الرصيف بحرية وأمان في تنقلاته.
ولم ينحصر التجاوز بالمحال التجارية، بل شمل ايضاً بعض اصحاب المنازل الذين يقومون بتقسيمها إلى مشتملات وغرف اضافية تمتد بعض أمتارها على الأرصفة، فأصبح من النادر نجد أسرا ما زالت تحافظ على الحديقة المنزلية على عكس ما كان في السابق، حيث كانت تحتل حيزاً مهماً من خارطة المنزل، وتلقى الاهتمام والرعاية من افراد الأسرة، لكنها اندثرت في الآونة الاخيرة وأصبح جل تركيز الأسر ينصب على استثمار البيوت لغرض التجارة، ما أثر سلباً في الجمالية والعمرانية للبيوت، لذا نجد اغلب التجاوزات تحمل الكثير من الأضرار السلبية والخطيرة على المارة، لا سيما على الاطفال الذين ليس أمامهم خيار سوى النزول للشارع للمشي برفقة السيارات، ما يعرض حياتهم لخطر الدهس اليومي، إضافة إلى أنه يعيق حركة سير العجلات ويسبب في ازدحامات.
كما تؤدي التجاوزات أيضاً إلى تكتل النفايات التي يخلفها أصحاب البسطات وبطبيعة الحال هذه النفايات وتكدسها تؤثر سلباً في البيئة وتشوه جمالية المدينة، إضافة إلى ضياع ملامح التخطيط العمراني لمعظم الأزقة في السكنية، وايضاً بعض الأرصفة تحتوي على أسلاك الكهرباء وشبكات الماء الصالح للشرب وشبكات الصرف الصحي، حيث إن التجاوز عليها يتلف هذه الخطوط، ما يحتم على أصحاب الشأن، لا سيما البلديات ايجاد حلول لهذه الظاهرة، التي بدأت تؤثر فعلاً في حياتنا كونها ترتبط ارتباطا مباشرا مع المواطنين واصحاب الأملاك العامة، لذا يجب فرض عقوبات صارمة على المتجاوزين وتخصيص أرض مناسبة لتكون المكان البديل لأصحاب البسطيات، فضلاً عن ضرورة القيام بحملات إعلامية واسعة تستهدف الحفاظ على الأرصفة للحد من انتشار التجاوزات والمحافظة على حياة المواطنين.