استعادة الهوية المفقودة

الرياضة 2022/03/10
...

بلال زكي
 
مع التوقف المؤقت لعجلة دوري الكرة الممتاز، تتجه جميع الأنظار بدءاً من بعد غد السبت صوب ملعب الشعب الدولي الذي سيحتضن أول وحدة تدريبية لمنتخبنا الوطني بإشراف ملاكه التدريبي الجديد وسط مؤشرات إيجابية عديدة وحالة تفاؤل غير مسبوقة سببها الثقة التامة التي وضعها المعنيون والإعلام الرياضي بمختلف صنوفه بعبد الغني شهد وجهازه المساعد لإصلاح ما يمكن إصلاحه من أوضاع كرتنا التي باتت لا تسر العدو والصديق لأسباب عديدة يصعب إيجازها حالياً، لكن أهمها يكمن في حالة التجريب المستمر خلال الفترة الماضية سواء على مستوى الأجهزة الفنية أو اللاعبين.
ما يهم الآن أن الجميع طوى صفحة الماضي الأليم وما رافقها من تبعات وآثار نفسية سلبية على كرتنا، وبات ينظر للمرحلة الحالية وفق منظار المصلحة الوطنية العليا التي تتطلب التكاتف بين الجميع ومد يد العون للملاك التدريبي ولاعبينا في ظل رحلة البحث وبرغم صعوبة المهمة عن انتزاع بطاقة الملحق المونديالية، وقبل ذلك استعادة الهوية المفقودة لأسود الرافدين التي تبعثرت وتلاشت تماماً في الآونة الأخيرة.
التشديد على استعادة هوية كرتنا ضرورة ملحة تتقدم على جميع الضرورات الأخرى بما فيها خطف بطاقة الملحق الفاصل، لإيماننا المطلق بأن خطف تلك البطاقة لا يرتبط بفوزنا في المباراتين المقبلتين فقط، بل تتحكم فيه نتائج مواجهتي لبنان الأخيرتين وكذلك لقاء الإمارات أمام كوريا الجنوبية، كما أن استعادة الهوية ستفتح الباب على مصراعيه لتشكيل منتخب جديد مهمته نفض غبار النتائج المتردية ورفع لواء التحدي خلال الاستحقاقات القريبة، وأهمها نهائيات أمم آسيا في الصين العام 2023.
جزئية مهمة أخرى ينبغي التوقف عندها أيضاً، تتعلق برفع الحظر عن ملاعبنا واحتضان ملعب المدينة في العاصمة بغداد للمباراة المرتقبة أمام الأبيض الإماراتي في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، على أن تسبقها بستة أيام إقامة بروفة تجريبية أمام منتخب زامبيا للوقوف على جاهزية الملعب لاحتضان الأشقاء.
هذان اللقاءان ينبغي التحضير لهما بأفضل صورة ممكنة من خلال إنجاز الأمور اللوجستية المتعلقة باستقبال وتضييف الوفود الرسمية والشخصيات الرياضية التي تمت دعوتها لحضور هذا الكرنفال البغدادي الذي نريد له أن يظهر بأبهى حلة، كما أن اتحاد كرة القدم بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة مطالب بإسناد الأدوار التنظيمية لمستحقيها لكي نخرج من هذا الامتحان مكللين بعلامات النجاح التي سترغم من دون أدنى شك الاتحادين الدولي والآسيوي على رفع الحظر بشكل دائم عن جميع ملاعبنا ومغادرة هذه المشكلة التي أكلت من جرف رياضتنا الكثير على مدار أكثر من أربعة عقود سابقة عانت فيها كرتنا وهي تلعب خارج قواعدها وبعيداً عن مؤازرة جماهيرنا الوفية.