احتدام الصراع السياسي المسيحي بين «القوات» و «الوطني الحر»

الرياضة 2022/03/10
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
بينما يُمضي اللبناني يومه في ماراثون لا يبدو أنه سيبلغ نهايته في اللهاث من أجل تأمين ما يسدّ حاجته من الخبز أو المحروقات وغيرها من مستلزمات حياته المفقودة، تتجدد المعارك السياسية بين القوى اللبنانية وكل فريق يرمي بكرة النار في ساحة خصمه، حتى أصبحت السجالات الساخنة مادة يومية يتندر عليها الشارع الإعلامي والشعبي، والسجال بين الخصمين اللدودين التيار العوني، وحزب القوات اللبنانية هو الأعلى صوتاً والأكثر صخباً وإثارة في هذا المجال! 
الانتخابات النيابية القادمة التي من المفترض أن تفتح صناديق اقتراعها يوم 15 أيار المقبل وإصرار العونيين على اعتماد الميغاسنتر فيها هي المادة الجديدة لعراك الديكة الجديد بين القطبين المارونيين العونيين والقواتيين، فسمير جعجع يتهم الرئيس ميشيل عون وصهره جبران باسيل بالسعي لنسف الانتخابات من خلال التذرع باعتماد الميغاسنتر، وجبران يرد بأن تأريخ جعجع حافل بتفريطه بـ(حقوق المسيحيين)، يقول زعيم القوات اللبنانية جـعـجـع بأنه "ظهرت بوضوح الأسباب التي حدت بجماعة "التيار الوطني الحر" للعودة إلى طرح الميغاسنتر من جديد، إذ إنَّ جبران باسيل ووزراءه ونوابه يعرفون قبل غيرهم الاستحالة العملية للعمل بنظام الميغاسنتر في الانتخابات المقبلة ضمن الفترة الفاصلة عن هذا الاستحقاق"، ويضيف "وللتذكير فحسب، نحن كنا أوّل من طالب بالميغاسنتر وما زلنا وسنواصل الدعوة إلى اعتماده"، يتابع" ولكن ليس لاستخدامه كحجة لتأجيل الانتخابات أو لإطاحتها"، ويردف أنَّ "تأجيل الانتخابات في هذه المرحلة بالذات يعني عملياً تطييرها، كما يعني حرمان الشعب اللبناني من فرصته الوحيدة للإنقاذ بعدما أوصلوه إلى قعر جهنم، لكننا لن نسمح لهم بذلك وسنبقى نناضل حتى الرمق الأخير لحصول الانتخابات في موعدها المحدّد"، ولم يكد يمضي وقت طويل قبل أن ينبري رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالرد على جعجع بقوله: "مش أول مرة بيخون (جعجع)، وبيتراجع. الميغاسنتر، يعرف قيمته الستراتيجية أهل الجبل والشمال والجنوب والبقاع وبيروت، وهو يعرف أنَّ إنشاءه يسهّل ولا يؤخّر! بس هو هيك! هيك باع صلاحيات الرئيس بالطائف وحارب الرئيس القوي بصلاحياته، وهيك خان بالقانون الأرثوذكسي وضحّى بنواب الانتشار". أما النائب الدرزي بلال عبد الله فأشار من جانبه أمس الأربعاء إلى أنه "من النتيجة يتوضح، أنَّ تشكيل لجنة من الوزراء لدراسة موضوع أرنب الانتخابات الجديد، أي الميغاسنتر، بعد أرانب الدائرة 16 والطعن الدستوري، كان دعسة ناقصة للحكومة، وكان يجب احترام جهود وتقرير وزارة الداخلية، كجهة مسؤولة ومعنية بهذا الملف. من لا يريد الانتخابات، فليعلنها صراحة"، بدوره وزير الداخلية الأسبق مروان شربل أكد في حديث صحفي يوم أمس أنَّ "المعضلة الأساسية في لبنان تكمن بعدم التوافق بين الفرقاء منذ الاستقلال، إلا في حال التدخل الخارجي كما حصل عند تشكيل الحكومة"، وإذ شدد شربل على أهمية "الميغاسنتر" لما فيه مصلحة الناخبين، تساءل شربل "لماذا لم تطرح منذ أربع سنوات؟" مؤكداً أنَّ "قانون الانتخابات بحاجة إلى تعديل، خاصة أنه لا يسمح بوضع أكثر من عشرين قلم اقتراع في المراكز" وعن مساعي تأجيل او تطيير الانتخابات  أكد شربل أنه "ما من أحد يمكنه تأجيل هذا الاستحقاق أو تطييره"، موضحاً أنه "إما أن تحصل الانتخابات وإما لا تمديد، وبالتالي فراغ نيابي ولا حكومة ولا انتخابات رئاسية"، لافتاً إلى أنَّ الوضع الأمني مفتوح على جميع الاحتمالات".