في معرض تراوما منحوتاتٌ بوجوه شوهتها الحرب

الصفحة الاخيرة 2022/03/11
...

 أربيل: كولر غالب الداوودي 
أقام النحات برهان صابر معرضاً لمنحوتات بوجوه مشوهة على قاعة جيهان كاليري بجامعة جيهان الأهلية في أربيل بعنوان "تراوما" الصدمة، وبحضور نخبة من محبي الفن.  
وعرض صابر في القاعة 50 تمثالاً أنجزها خلال الأعوام (1988 - 2020)، حيث جسدت الحرب والإرهاب وما خلفاه على الفرد العراقي من تبعات نفسية وجسدية، إذ شبهها الفنان بالكتلة الضخمة التي يحملها على رأسه من كثرة الهموم والصدمات النفسية والضغوط المستمرة، والتي لا يتمكن من إزالتها عن رأسه والتخلص منها.
ويصف مدير عام مراكز جامعة جيهان الثقافي برهان صابر أعمال المعرض، بأنها " مكابدات فنية تعيد صياغة مخلفات الحرب وما تسببه من دمار، معبرا من خلالها عن الدلالات والآثار النفسية للإنسان". 
 وبرهان صابر فنان تشكيلي له معارض عديدة في مختلف المحافظات العراقية، فمنذ العام 1975 وإلى يومنا هذا، أقيم له (8) معارض شخصية و(4) معارض مشتركة.  وتميز فن صابر بالنحت في التجسيد التعبيري الذي يعطي زخما للمخزون المعنوي من الناحية الاجتماعية والنفسية. وترجم صابر هذه المعاني على أشكال تعبيرية اقتبسها من الفن البدائي بعيدا عن الحضارة وتجسيماتها المثالية، كما وتعامل مع الشكل الإنساني بهالة من الألغاز تعبّر عن حالة مؤلمة عاشها ويعيشها الإنسان بسبب الإرهاب والحروب.
وأشار الفنان إلى أن بعض هذه المنحوتات انجزها أيضا في فترة فيروس كورونا واستوحى الافكار منها، حيث الخوف والقلق الذي أصاب البشر وحولها إلى تماثيل ومنحوتات. 
مجموعة منحوتات أخرى انجزها الفنان خلال عام 2003، هذه الفترة التي شهدت انفجارات إرهابية كثيرة في محافظة بغداد وتسببت بالكثير من الدمار والخوف والألم وما خلف ذلك من أثر نفسي عميق، كما يضيف أنه قد "مثلها عبر منحوتاته بالدخان الأسود، الذي يكبر ويكبر وينتشر باتجاهات مختلفة، بينما ترى الوجوه وهي تصرخ بحزن وألم معبرة عنها". ومن ضمن المنحوتات أيضا توجد الأقنعة وهي تمثل الأشخاص الذين قتلوا نتيجة الحروب.