الأعراض بعد التطعيم

اسرة ومجتمع 2022/03/11
...

  رغد السهيل 
ليس هناك أي علاقة بين الأعراض التي يتعرض لها الشخص بعد التطعيم ومدى الاستجابة المناعية، فقد يحتاج أحدهم إلى الراحة في الفراش بينما الآخر لا يشعر بأي عارض، وهذا الأمر يتعلق بطبيعة فسيولوجية الجسم عند كل فرد وطبيعة تكوين جهازه المناعي، بالمقابل جميع من أخذوا اللقاح ستكون عندهم درجة معينة من المناعة، لقاح كورونا لا يختلف عن أي لقاح تعطونه لأطفالكم، بعضهم يأخذ اللقاح وتراه يلعب ويقفز بينما يتعب أخوه وترتفع درجة حرارته، وقد يشعر أخوه الآخر بالتعب والنحول فقط. 
سأشبه الأمر بطريقة أبسط للتوضيح، عندما يجلس جماعة يتابعون فيلم رعب مخيفاً يتأثر جميع المشاهدين، بعضهم يصرخ، وبعضهم يبكي، وبعضهم يبحلق برعب، وبعضهم صامت يكبت انفعاله داخله.. لكن الجميع يتفاعلون ويتأثرون لأن الفيلم غريب عجيب ومرعب ويرونه لأول مرة، إن أي مادة غريبة تدخل للجسم سوف يستجيب لها الجهاز المناعي السليم بمهارة عجيبة، فهو أشبه بجهاز مخابرات يتحسس كل غريب يدخل إلى المكان ويحاربه وعند توفر الظروف المثالية سيكون عمل الجهاز المناعي مثالياً. 
اللقاحات كلها بدون استثناء فعالة ومفيدة وما تناقلته الأخبار عن حدوث الجلطات بسببها هو أمر نادر الحدوث، فنسبة الجلطات بسبب كورونا أعلى بكثير بين نسبتها بين الملقحين، وتوفرت حالياً الكثير من المعلومات العلمية الكفيلة بعلاج هكذا أمور لو حدثت لا سمح الله، وتظل اللقاحات مهمة لتبعد شبح الموت والدخول للعناية المركزة والحاجة إلى الأوكسجين بسبب كورونا أو مضاعفاتها الخطيرة أو حتى مضاعفاتها الأخرى بعد التعافي، مع هذا سيظل الجميع معرضين للإصابة، فحتى بعد أخذ اللقاح قد تكون الإصابة بسيطة وبدون أعراض تماماً أو ربما أعراض محتملة غير خطيرة، لكن من المهم أن نعي أن صاحبها سينقل الفيروس إلى الآخرين ويستمر الانتشار، لذا يتوجب على كل من أخذ اللقاح الالتزام الكامل بالقواعد الصحية وارتداء الكمامة، خصوصاً مع ظهور سلالات جديدة سريعة العدوى وقادرة على إصابة الجميع، وهذه السلالات ستتواصل بالظهور ما لم تتم السيطرة على انتشارها، قطعاً هذا الأمر يتطلب تعاون الجميع.