التقاليد لم تعد حاضرة في زواج الشباب الكرد

اسرة ومجتمع 2019/03/16
...

لمياء نعمان
تراجعت أفكار الشباب الكرد في اختيار زوجة كردية بعدما كان الشاب يستجمع مدخراته وأموال عائلته لغرض الزواج بفتاة  يختارها أهله أو هو يحبها ويرغب في الزواج بها، ولم تعد التقاليد والأعراف الاجتماعية الكردية هي ما تحافظ عليهاهذه العوائل، وبات من الصعب إيجاد عروس تقبل بتجهيزات ومهر قليل وبسيط وخاصة الذهب فهو مهم جدا في المهر ويصل الى نصف كيلو أو حتى كيلو من الذهب الخالص وهذا ما يثقل كاهل الشاب ويقلقه، فمن أين له بالمال ليوفر الذهب وجهاز العرس والحفلات المصاحبة للمناسبة .
وعادة ما تبدأ الخطبة بعد الموافقة ويتم تجهيز الزواج ويشمل الحنة والعرس والسبعة وكل هذه المناسبات  هي جزء من التكلفة وبالتأكيد يقدم الاهل والأقرباء الهدايا التي لا ترتقي بمستوى صرفياته وسيكون العريس  مثقلا بالديون، خاصة إن كان شابا بسيطا 
وموارده قليلة ..
تغير الحال والأعراف الاجتماعية، خاصة بعد نزوح العوائل من الموصل والأنبار والفلوجة للاقليم وأصبح الشاب الكردي تتجه أنظاره للزواج من العربيات بعدما كانت العوائل لا تحبذ مثل هذه الزيجات للحفاظ على الهوية القومية للكرد، لأن هذا الشاب ينظر لتباين متطلبات الزواج بعربية،لاسيما اذا كانت نازحة ومثل  هذه العوائل تريد الستر لبناتها من الظروف الصعبة التي تواجهها العوائل وهم لا يطلبون الكثير سوى بعض الاحتياجات الضرورية للزواج وحسبما قال فرهاد شارك والذي تزوج حديثا من فتاة عربية تسكن أربيل  مع اهلها وهي خريجة كلية..بأن زواجه لم يكلفه الكثير وأهلها طيبون معي على حد قوله ووالدها يهمه أخلاقي وسمعتي وعملي ..وأنا فرح بمثل هذه الزيجة وقد تعلمت العربية منها وتعلمت اللغة الكردية مني .وهي الآن حامل.
فيان حسين - طبيبة - تقول: نحن من عائلة ميسورة وعندما تقدم لخطبتي شاب وافق على طلب أهلي في تحضيره لكيلو ذهب ،اضافة لمراسيم الزواج وغيرها، فنحن نجمل ثيابنا  الكردية بالذهب ..يعني الحزام واليلك والحجل وأساور وقلائد وغيرها وهو من العوائل الميسورة. 
لذا تم الزواج، الآن عندما يأتي شاب لخطبة ابنتي ونطلب منه الذهب يعتذر لعدم الامكانية المادية وهذا ما غير من تقاليدنا وعاداتنا وقبلنا بوضعه المادي، فالمهم تتزوج ابنتنا ونفرح بها، ولو لم نوافق على زواجهما سيكون هناك عزوف كبير في الزواج ويضطر ابناؤنا ان يتزوجوا كيفما يشاؤون .حتى أن الكثير منهم تزوج من أجنبيات في اوروبا لقلة التكاليف .
عبر حمه دلشاد عن تغير الزمن والاوضاع الاقتصادية للبلد، فالناس كما أوضح في السابق يجمعون ويوفرون المال لشراء بيت أو زواج أحد الأبناء، الآن العوائل تنفق مالها على شراء وتبديل السيارات وعلى السفرات والأثاث، ولايمكننا تزويج أولادنا، فالمال يذهب للمظاهر والحياة أصبحت مكلفة وغالية في كل شيء..في السابق نقول “ الذهب زينة وخزينة “ يعني حتى لو قدمنا الذهب للعروس فهو بالتالي لرب الأسرة الذي سينفقه بشيء 
مهم ..
أما سالار قوباد فيقول: إن تكاليف الزواج ترهقنا كثيرا، فالمهور العالية وتجهيزات العرس هي تكاليف تؤثر في وضعنا المادي وهي مشكلة يعاني منها الشباب في كل أنحاء العراق وليس في كردستان وحده، خاصة ان الشباب مواردهم ضعيفة ورزقهم قليل، لذا لا نفكر بالزواج وهذا ما سيؤثر حتما في نمط المجتمع الكردي وتقاليدنا ..وأعتقد أنها تسري على الجميع وعوائلنا الكردية ليست الوحيدة في طلب مهور عالية، بل العوائل العربية ايضا وربما  جاء هذا لحماية بناتهم من عاديات الزمن والحياة الزوجية ويحاولون تأمين حياتهن بالمهر العالي والذهب ..وهذا ما يجعلنا نعزف عن الزواج.