الداخليَّة اللبنانيَّة تؤكد جهوزيتها لإجراء الانتخابات النيابيَّة

الرياضة 2022/03/17
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
أعلن وزير الداخليَّة اللبناني بسام المولوي جاهزية الوزارة "لإجراء الانتخابات النيابية، حيث بلغ عدد المرشحين بعد إغلاق باب الترشيحات 1043 مرشحاً" بينما رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنَّ "هذه الانتخابات مفصلية ومن أهم وأخطر المعارك السياسية التي تحدد في ضوء نتائجها بقية المعارك". على صعيد آخر شدد  نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي على أنَّ "مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي تسير في الاتجاه الصحيح وأنها قد أحرزت تقدماً مهماً حتى الآن".
ولأنه من الصعوبة بمكان فصل الملفات السياسية عن الاقتصادية، والداخلية عن الخارجية في الوضع اللبناني المأزوم فإنَّ موضوعة الانتخابات النيابية التي من المفترض حصولها منتصف أيار القادم كثيراً ما كانت تحيطها الشكوك حيال إمكانية إجرائها فعلاً في الموعد المحدد نظراً لحراجة الموقف الاقتصادي والريبة التي ينظر من خلالها الكثيرون إلى توفر الغطاء المالي لها فضلاً عن الإرادة السياسية غير أنَّ غلق باب الترشيحات يوم أمس الأول والشوط الذي قطعته وزارة الداخلية بدَّدا هذه الشكوك بعد الجدّية التي لمسها المراقبون من الفعاليات السياسية إزاء طرح اللوائح الانتخابية وتسخير الإمكانات وحشد القواعد الشعبية تحضيراً لهذا الاستحقاق، وزير الداخلية اللبناني أكد أمس الأربعاء أننا "جاهزون كما وعدنا ووعدت الحكومة ورئيسها، وحاضرون للانتخابات لنلبي توق المواطنين إلى صناديق الاقتراع ليقيموا مصلحتهم في وطن حقيقي يراعي كل الأمور التي يفترض أن تكون بدولة سليمة"، وأضاف، "نعدكم أنه في الفترة الفاصلة من الليلة وحتى أيار وانتخابات المغتربين سنكون جاهزين لكلّ تفصيل من أجل إنجاز الاستحقاق بنجاح وديمقراطية وسلاسة بشكلٍ "يُبيّض" وجه لبنان في الداخل وأمام المجتمع الدولي"، وأردف في حديث تلفازي تابعته "الصباح" أنه "أقفل باب الترشيح وعدد المرشحين للانتخابات النيابية بلغ 1043 مرشحاً ونسبة المرشحات 15% من إجمالي المرشحين". أما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فأكد في لقاء داخلي لكوادر الحزب أنَّ "هدفنا من المشاركة في الانتخابات هو أن نربح ويجب أن نربح لنكون موجودين في كل الاستحقاقات"، لافتاً إلى أنَّ هذه الانتخابات "مفصلية ومن أهم وأخطر المعارك السياسية التي تحدد في ضوء نتائجها بقية المعارك"، مشيراً إلى أنَّ "البديل من الانتخابات هو عدم وجود مجلس نيابي. ولذلك، يجب شحذ الهمم وعدم الاستهتار واعتبار المعركة تحصيل حاصل، والبقاء حذرين حتى إعلان النتائج، والتعاطي بجدية مع الاستحقاق. هذه المعركة أساسية ككل المعارك التي خاضتها المقاومة".
وبالرغم من انحسار موجة المشككين بحصول الانتخابات في موعدها فإنَّ هاجس غياب الثقل الذي يمثله تيار المستقبل عن الساحة السنية فضلاً عن عزوف قيادات أخرى مثل نادي رؤساء الحكومات السابقين عن هذا الاستحقاق جعل رئيس تيار التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب يطرح فرضية تأجيلها في تصريح له على وسائل التواصل الاجتماعي، بقوله: إنَّ "غياب أكثرية القيادات السنية عن المشاركة في الانتخابات سيؤدي إلى فقدان التوازن الوطني رغم الحجم التمثيلي للمشاركين السنة. السنة الطائفة الأكبر والمؤسسة للكيان. هل نحن أمام تأجيل الانتخابات" ؟.
في غضون ذلك رد مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي على الأنباء التي تشير إلى تعثر مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي ببيان جاء فيه "تطالعنا بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأخبار تنسب إلى أعضاء الوفد المفاوض و"خبراء" اقتصاديين، هي أبعد ما تكون عن الواقع، بل مجرد أخبار من صنع مخيلات واسعة، مفادها أنَّ المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قد توقفت، من دون التوصل إلى أي نتيجة، وذلك على الرغم مما قاله أخيراً رئيس الوفد المفاوض مع صندوق النقد الدولي نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور سعادة الشامي في لقاء في المجلس الاقتصادي والاجتماعي بأنَّ المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأنها قد أحرزت تقدماً مهماً حتى الآن، وإن لم تصل إلى خواتيمها بعد"، ويتابع البيان "تهمنا الإشارة إلى أنَّ هناك اجتماعات متواصلة ويومية مع الصندوق، ويخيم على المفاوضات الطابع التقني المحترف، كما يدخل النقاش في صلب الإصلاحات الماكرو-اقتصادية والبنيوية المطلوبة لوضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي والمالي" وشدد في الختام على أنَّ "المفاوضات لم تتوقف والأمور تسير بشكل جيد، ونأمل بأن تستكمل في الأسابيع القليلة المقبلة".