مواقع التواصل الاجتماعي.. سوقٌ واعدةٌ لتجارة المخدرات

علوم وتكنلوجيا 2019/03/16
...

دراسة حذرت من أنَّ المشترين يواجهون مخاطر كبيرة 
 
لندن/ بي بي سي
 
حذر باحثون من خطورة استخدام تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي في الترويج وبيع المواد المخدرة بين الشباب.وذكرت دراسة أجرتها رويال هولوواي، في جامعة لندن، أن متعاطي المخدرات يقدرون بشدة دور تطبيقات تواصل اجتماعي مثل سناب شات، في تسهيل وتسريع عملية بيع المخدرات.
 
مخاطر كبيرة
وحذرت الدراسة من أنَّ المشترين يواجهون مخاطر كبيرة تتعلق بسلامتهم الشخصية وجودة المخدرات التي يحصلون عليها، فضلا عن أنَّ هذا التطبيق يمنحهم “أماناً كاذباً” للهروب من الشرطة، وهو ما يعني إمكانية الإيقاع بهم.
وأوصت الدراسة بضرورة توعية الشباب بالمخاطر المحيطة بهم، وهو ما أصبح ضرورة “حرجة وملحة”.
ووجدت الدراسة أيضا أنَّ الكثير في حالة إنكار لوجود هذه المخاطر، وذكرت “في المجمل، تحدث المستخدمون عن مبرراتهم للاستمرار في شراء المواد المخدرة من بائعين غير معروفين من خلال التطبيقات”.
 
 
التوزيع اجتماعياً
اعتمدت الدراسة، “مخدرات للبيع”Drugsforsale لاستكشاف استخدام التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل المشفرة لترويج وشراء المخدرات، على استطلاع إلكتروني بمشاركة 358 شخصاً، بينهم 288 شخصاً اعتادوا جميعاً استخدام التطبيقات لشراء المخدرات، بينما كان هناك 77 شخصاً يفكرون في هذا.
كان غالبية المشاركين في بريطانيا، أستراليا، كندا والولايات المتحدة، وبلغ متوسط العمر 18 عاماً.
كما أجرى الباحثون مقابلات مباشرة مع 20 شاباً، ومقابلات متعمقة مع 27 آخرين.
ووجد الباحثون أن “توزيع المخدرات اجتماعيا” من خلال الأصدقاء مازال طريقة مفضلة، إلا أن التطبيقات “تتحول بسرعة إلى خيار قابل للنمو للوصول إلى المخدرات”.
ومن بين 358 مشاركا في الدراسة إلكترونيا، قال 76 في المئة إنهم يستخدمون دائما تطبيق سناب شات، بينما يفضل 21 في المئة استخدام انستغرام.
ووجدت الدراسة أن سهولة تنظيم التوزيع والنقل كان الميزة الرئيسة لدى الجميع لاستخدام التطبيقات، وهو ما أقره 79 في المئة من المشترين.
وقال أليكس، 27 عاما، للباحثين إنه يشعر “بالأمان والسهولة والسرعة المضاعفة للحصول على المخدرات أكثر من الطرق الأخرى”.
ويوضح “يأتي الشخص ومعه المخدرات المطلوبة فأحصل عليها وأدفع له المبلغ المتفق عليه، ولا أنظر خلفي أبداً”. بينما يؤكد زاك، 22 عاما، على أن الأمر يبدو بسيطا، وطريقة حديثة لشراء الأشياء. ويقول: “دائما ما كنت أعاني من عدم وجود علاقة مع الشبكة المظلمة (شبكة العلاقات مع مروجي المخدرات)، لذلك اضطررت دائما للاحتفاظ بصديق يمكنه مساعدتي”.
وأضاف “يتواجد الكثير من بائعي المخدرات على سناب شات، وبدونه قد اضطر لمواصلة الاعتماد على أشخاص يقتربون مني في الشوارع أو مقابلة أشخاص بشكل عشوائي في الأندية”.
 
توفير المستحيل
ورغم أن 59 في المئة من المستخدمين أثنوا على سرعة شراء المخدرات، فإنَّ 53 في المئة معجبون أكثر بحقيقة أن تلك التطبيقات وفرت لهم موادَّ مخدرة كان من الصعب الحصول عليها سابقاً.
وقالت جيس، 23 عاما، إنها لم تكن تستطيع الحصول على المخدرات الخاصة التي تريدها، “لأنها لم تكن تعرف من يبيعها، لكنها حصلت عليها لأول مرة من خلال التطبيقات”.
ومن المزايا الأخرى المتصورة أن التطبيقات “أتاحت فرصة لتقييم جودة وسلامة المخدرات”، حيث يقوم التجار بعرض صور ومقاطع فيديو لهذه المخدرات لطمأنة المشترين.
وقال أوللي، 18 عاما: “اشتريت زاناكس للمرة الأولى من خلال سناب شات لأنني تمكنت من مشاهدة تاجر يفتح العبوة المغلقة والمختومة قبل أن يبيعها، ولذلك شعرت أن استخدامها آمن”.
 
مخاوف الباحثين
تثير الدراسة عددا من المخاوف بشأن سلامة الذين يشترون المخدرات على هذه المنصات.
كما لاحظت أن العديد من الأشخاص يعتقدون بإمكانية تجنب ملاحقة سلطات إنفاذ القانون عن طريق شراء المخدرات بهذه الطريقة.
وجاء فيها “النقطة الأساسية أن العديد من مستخدمي التطبيق لديهم معلومات خاطئة، أو يقومون بافتراضات خاطئة حول الحماية التي يحصلون عليها”. “وبالتالي من الضروري تقديم الثقافة المتعلقة بالمخاطر الأمنية لاستخدام التطبيقات”. وقالت الباحثة ليا مويل، من رويال هولوواي: “أظهرت نتائجنا أن الشراء من شخص معروف وموثوق به لا يزال الطريقة المفضلة لمعظم متعاطي المخدرات، لكن يبدو من المتوقع أن استخدام التطبيق سيواصل النمو في هذه السوق، خصوصا بين الشباب”.
وأضافت: “نظرا لشعبية التطبيقات وقدرتها على توفير الوصول إلى سوق المخدرات الأوسع، يتضح أن تثقيف الناس حول المخاطر المحتملة المتمثلة في شراء مواد غير معروفة من الغرباء عبر منصات التواصل الاجتماعي أمر هام وملح”.
 
استجابة شركات التواصل
قالت متحدثة باسم سناب شات: “الحسابات التي تستخدم سناب شات لبيع المخدرات تمثل إساءة استخدام متعمدة لشروط الخدمة ونقوم بإزالتها عند الإبلاغ عنها”. وأضافت: “نتعامل بجدية مع التزامنا بحماية المستخدمين من أي سوء استخدام لمنصتنا، وقد عقدنا شراكة مع أفضل خبراء السلامة لنتعلم أسلوب معالجتنا لهذه القضايا”.
أما شركة انستغرام فتقول إنه من غير المسموح الشراء أو البيع غير القانوني للمخدرات أو وصفها للمستخدمين عبر منصتها، وتشجع الشركة أي شخص يقوم بالإبلاغ عن محتوى من هذا النوع.
وتضيف أن لديها علاقات طويلة راسخة مع سلطات إنفاذ القانون، وتعمل معها بشكل وثيق لتحسين الكشف عن المواد غير القانونية وإزالتها.