سعاد البياتي
سيحمل يوم الاثنين المقبل الموافق 21 آذار عدة مناسبات جميلة، منها أعياد نوروز والربيع وعيد الأم، إذ يحتفل العالم بهاتين المناسبتين الرائعتين بصور تعيد الحميمية والتقارب بين الأسرة الواحدة، وتعلن الحدائق والمتنزهات استقبالها للفرح والتهاني ولكل الوافدين إليها للاحتفال بعيد الشجرة والأم بأجواء سارة ومبهجة وكأن بين الاثنتين علاقة تعني الكثير، فاليوم استثنائي ومفرح وهو يرتدي أثواب السعادة، محملاً بعطر الابتسامات الشائقة لتسمو الروح بالأمل والغبطة.
وعيد الأم من أجمل الأعياد التي يحتفل بها في البيوت العراقية لما فيه من إعادة رونق الحياة للأبناء البعيدين عن أمهاتهم في الغربة وغيرها، ويكون التواصل وبث كلمات الشكر والعرفان لسيدة البيت وست الحبايب بأبهى أشكاله، كما تقدم الهدايا لها تمجيداً وتعظيماً لدورها الإنساني ومكانتها الرفيعة في قلوب أبنائها ومع اختلاف تواريخه بين الشعوب، يبقى الهدف واحداً، وهو العرفان بجميل الأم، لأنها قد صبرت وتحملت وأعطت من روحها من أجل أن ترسم الفرحة والنور لأفراد أسرتها، فهي معنى العطاء من دون مقابل ولو على حساب راحتها وصحتها من أجل بناء أسرة متكاملة وسعيدة.
وقد كرم الإسلام المرأة بوصفها الأبهى وأعلى من مكانتها وشأنها في كل مكان وزمان، وفي حادثة متداولة أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله يسأله : من أحق الناس بصحابتي؟ قال: {أمك، قال : ثم من؟ قال: أمك، قال : ثم من؟ قال: أمك، قال : ثم من؟ قال : أبوك}.
فللأم حقوق، مهما فعل الأبناء تجاهها، فلن يوفوها حقها، ولكن على الأبناء الاجتهاد في ذلك، وبذل أقصى ما يمكنهم من البر والإحسان؛ لينالوا رضا الله تعإلى ورضاها، ويتمثل بر الأم بالطاعة والالتزام في كل ما يخص وجودها في البيت، فكم من بيوت خلت من وجود الأم واعتبرت خاوية لا حياة فيها، فعمت الفوضى، وتفرطت قلادة الانتماء الروحي وتلاشت مساكن الحنان التي تمنحها كل أم حينما تقدم لأبنائها ثمرات من الحب والحرص، بعدما أخذت منها المتاعب والجهد كل طاقتها من دون أن تشعر أو تمل مما قدمته لهم.
ففي هذا اليوم نقول لكل أم حملت رسالتها في فيوض المحبة والعطاء، كل عام وأنتِ بخير وأنتِ الأجمل، ونسأل الله لك الصحة ودوام الوجود، عرفاناً وامتناناً .